والصحيح عن المنهال أنه إنما يرويه عن يعلى مرسلًا بنحوه دون سجود البعير، ودون قوله:"فوجه به مع الظهر ... " إلى آخره، فعاد الحديث إلى يعلى، وانظر: تحقيقنا لروايته.
الرابعة: الانقطاع، فأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه على الراجح كما في (التقريب ٨٢٣١). وعليه فالتصريح بالسماع الموجود في رواية الطبراني وهم من أحد رواته، وقد خلت منه رواية أبي الشيخ والبيهقي وأبي بكر الشافعي، وهو الصواب.
وقد ضعف البيهقي هذا الحديث حيث قال:"حديث جابر أصح، وهذه الرواية ينفرد بها زمعة بن صالح، عن زياد"(الدلائل ٦/ ٢٠).
وحديث جابر المشار إليه معلول أيضًا، كما تقدم تحقيقه في أول الباب.
وقصر الهيثمي أيضًا، حيث قال:"وفي إسناد الأوسط: زمعة بن صالح، وقد وثق على ضعفه، وبقية رجاله حديثهم حسن"!! (المجمع ١٤١٦٦).
هذا وقصة الصبي، انفرد الحسين بن عبد الله بن شاكر وحده بذكرها في هذا الحديث عن أبي حمة، والحسين هذا مختلف فيه، فضعفه الدارقطني، ووثقه الإدريسي (الميزان ١/ ٥٣٩) ودعم ابن حجر الأول في (اللسان ٢٥٤٩)، فهذه علة خامسة لهذه القصة خاصة.
فأما قصة الشجرتين فصحيحة بشواهدها كما سبق، وأما قصة الجمل فمنكرة بهذا السياق، ثم إن قصة الجمل الذي سجد للنبي صلى الله عليه وسلم قد رُوِيت عن أنس وابن عباس وعائشة وأبي هريرة، ولم يذكر واحد منهم قضية نحره التي بينا نكارتها تحت حديث يعلى.