وفيه نظر ظاهر؛ فإن يحيى بن المتوكل، فضلًا عما ذكرناه في ترجمته، فلم يخرجا له شيئًا، ولا خرجا ليعقوب بن كعب، ولا لابن جُرَيْجٍ عن الزُّهْرِيِّ أيضًا.
الطريق الثالث: عن يحيى بن الضريس، عن ابن جُرَيْجٍ:
أخرجه أبو نعيم في (تاريخ أصبهان ٢/ ١١٠)، قال: أخبرني عبد الله بن محمد بن عيسى الخشاب، فيما أجاز، ثنا أبو بشر عبد الرحمن بن أحمد الولادي، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يحيى، عن ابن جُرَيْجٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عن أنس، به.
ويحيى - فيما يظهر -: هو ابن الضريس، فهو المذكور في شيوخ عثمان وتلاميذ ابن جُرَيْجٍ، وقد نص الدارقطني في (العلل ٢٥٨٦) أنه رواه عن ابن جُرَيْجٍ متابعًا لهمام.
ولكن الإسناد إليه لا يثبت؛ فيه مجهولان:
الأول: أبو بشر عبد الرحمن بن أحمد الولادي، ترجم له أبو الشيخ في (طبقات المحدثين بأصبهان ٣٩٣)، وأبو نعيم في (تاريخ أصبهان ١١٢٧)، وابن عساكر في (تاريخ دمشق ٣٤/ ١٢١). ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا، سوى أَنَّ أبا نعيم قال عنه: "من كبار المتعبدين". وهذا لا ينفع في قبول روايته.
الثاني: عبد الله بن محمد بن عيسى الخشاب، ترجم له أبو نعيم في (تاريخ أصبهان ١٠٤٢)، والذهبي في (تاريخ الإسلام ٧/ ٨٢١) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
هذا بالإضافة إلى عنعنة ابن جُرَيْجٍ، فإنه مدلس، كما تقدم.