يدلس، وقد عنعن، ولا يعرف بالرواية عن عبد العزيز وإن كان عاصره وساكنه! .
وقد نقل البوصيري في الموضع الثاني من (إتحاف الخيرة ٣٥٨٩/ ٢) أَنَّ زكريا قال: "حدثني عبد العزيز بن رفيع"، وهذا النقل فيه نظر، فقد ذكر ابن حجر هذا الموضع أيضًا في (المطالب ٢٣٩٥) بالعنعنة، ويؤيده أنه جاء كذلك معنعنا عندهما في الموضع الأول، وكلا الموضعين من رواية مسدد عن يحيى القطان عن زكريا! .
هذا، وقد اعترض مغلطاي على مرسل مجاهد هذا قائلا:"وحديث حذيفة والمغيرة يرده، ويوضح أنه ليس في كثيب، فدل على التعدد"(شرح ابن ماجه ١/ ١٥٣).
قلنا: ولكن يحتمل أَنْ يكون قول مجاهد هذا ليس من باب الرواية، وإنما خرج منه مخرج الاجتهاد والفتوى، كما أَنَّ السباطة المذكورة في حديث حذيفة والمغيرة فسرت بالكناسة، والكناسة: الموضع الذي يرمى فيه التراب والأوساخ وما يكنس من المنازل، والتراب الذي يكنس من المنازل غالبا ما يكون دقيقا، ومثله يسمى كثيبا أيضًا، وكذا كل ما انصب في شيء فقد انكثب فيه، وكل مجتمع من تراب وغيره فهو كثبة، ومنه سمي الكثيب من الرمل؛ لأنه انصب في مكان فاجتمع فيه، انظر:(إصلاح المنطق ص ٢٦٨)، و (العين ٥/ ٣٥١)، و (النهاية ٢/ ٣٣٥)، و (تاج العروس ٤/ ١٠٩).