للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حَدِيثُ عَلْقَمَةَ بْنِ الْفَغْوَاءِ: [*]

◼ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ الْفَغْوَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَاقَ الْبَوْلَ، نُكَلِّمُهُ فَلَا يُكَلِّمُنَا وَنُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَلَا يَرُدّ عَلَيْنَا، حَتَّى يَأْتِيَ مَنْزِلَهُ فَيَتَوَضَّأَ كَوُضُوئِهِ لِلصَّلَاةِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نُكَلِّمُكَ فَلَا تُكَلِّمُنَا وَنُسَلِّمُ عَلَيْكَ فَلَا تَرُدّ عَلَيْنَا!. قَالَ: حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ الرُّخْصَةِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ} [المائدة: ٦] الْآيَةُ.

[الحكم]: إسناده تالف، وضعفه ابن كثير، والهيثمي، وابن حجر، والسيوطي.

[التخريج]:

[طب (١٨/ ٦/ ٣) / طبر (٨/ ١٦٤) "واللفظ له" / مث ٢٧٠٢ مختصرًا / طح (١/ ٨٨/ ٥٧١) / قا (٢/ ٢٨٦) / صحا ٥٤٥١ / مث ٢٧٠٢ / حا (كثير ٣/ ٤٦) (در ٥/ ٢٠٢) / مطين والدارقطني (إصا ٧/ ٢٦٧)]

[السند]:

قال الطبري في (تفسيره): حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا معاوية بن هشام، عن شيبان، عن جابر، عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عبد الله بن علقمة بن الفغواء، عن أبيه، به.

ورواه الطبراني في (الكبير) قال: حدثنا جعفر بن محمد بن سنان الواسطي، حدثنا أبو كريب، حدثنا معاوية (١) بن هشام، عن شيبان، عن جابر، عن عبد الله بن محمد، عن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عبد الله بن علقمة بن فغواء، عن أبيه، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد تالف؛ فمداره عندهم على جابر وهو ابن يزيد الجعفي - على خلاف في شيخه والراوي عنه، ينظر في التنبيهات: -، وهو متروك كذاب؛ كذبه ابن معين وأحمد وابن عُيَيْنَةَ وأيوب السختياني وزائدة والجوزجاني وابن الجارود وغيرهم كثير، وتركه يحيى القطان وابن مهدي وغيرهما، وقال النسائي: "متروك"، وقال مرة: "ليس بثقة لا يكتب حديثه"، وكذا قال ابن معين أيضًا وزاد: "ولا كرامة"، وقال ابن سعد: "كان يدلس وكان ضعيفًا جدًّا في رأيه وروايته"، وضعفه أبو حاتم وأبو زرعة وأبو داود والعجلي وابن سعد وغيرهم. وشذّ شعبة وغيره فأثنوا عليه، كأنه لم يتبين لهم ما تبين لغيرهم. ولهذا قال الذهبي: "وثقه شعبة فشذّ، وتركه الحفاظ" (الكاشف ٧٣٩). وانظر: (العلل لأحمد - رواية الميموني ٤٦٦)، و (ميزان الاعتدال ١٤٢٥)، و (إكمال تهذيب الكمال ٩٢١)، و (تهذيب التهذيب ٢/ ٤٦ - ٥٠). وتساهل الحافظ في (التقريب ٨٧٨) فقال: "ضعيف رافضي"، وقد قال في غير موضع من كتبه: "متروك"، كما في (المطالب ٥٠٢)، و (التلخيص ١/ ٤٥٦، ٢/ ١٦٨)، و (الدراية ٢/ ٢٨٣)، وقال في مواضع أخرى: "ضَعِيفٌ جِدًّا" كما في (المطالب ١٥٥٤)، و (التلخيص ١/ ٣٧٢، ٢/ ٨). وقال في موضع: "وجابر اتهموه بالكذب" (التلخيص ١/ ٤٢٤) مقرًّا بذلك، ونحوه في (الفتح ٩/ ١١٣). وهذا هو المعتمد، والله أعلم.

وقد قال الإمام أحمد - وسئل عن حديث جابر الجعفي -: "ليس له حكم يضطر إليه" (الضعفاء للعقيلي ١/ ٣٩١). فالحمد لله.

وبه ضعفه ابن كثير، فقال: "حديث غريب جدًّا، وجابر هذا: هو ابن زيد الجعفي؛ ضعفوه" (التفسير ٣/ ٤٦).

وقال الهيثمي: "رواه الطبراني في «الكبير»، وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف" (المجمع ١٥١٠).

وعبد الله بن علقمة؛ مستور، كما في (التقريب ٣٥٠٤).

وقال الحافظ: "سنده ضعيف" (نتائج الأفكار ١/ ٢٠٨).

وضعفه السيوطي في (الدر المنثور ٥/ ٢٠١ - ٢٠٢).

وفي متن الحديث نكارة واضحة، والظاهر أنه من مناكير الجعفي، والله أعلم.

ومع هذا تمسك العيني في (نخب الأفكار ٢/ ٢٢٦) بتوثيق من وثق جابر الجعفي، وردّ بذلك على من ضعف هذا الحديث، فأبعد النجعة جدًّا.

[تنبيه]:

وقع في سند هذا الحديث إشكال واختلاف، رغم أَنَّ الجميع يروونه من طريق أبي كريب عن معاوية بن هشام، ولكن اختلفت المراجع في ذكر شيخ معاوية وشيخ جابر الجعفي على النحو التالي:

* فجاء عند الطبراني والطحاوي وابن قانع وأبي نعيم من رواية معاوية عن:

"شيبان عن جابر عن عبد الله بن محمد عن أبي بكر [بن محمد] بن عمرو بن حزم".

والزيادة للطحاوي وأبي نعيم.

* وجاء عند ابن أبي عاصم من رواية معاوية عن:

"سفيان عن جابر عن عبد الرحمن بن محمد عن أبي بكر بن عمرو بن حزم".

فأبدل سفيان بشيبان، وجعل شيخ جابر "عبد الرحمن" بدلا من "عبد الله"، ووافقهم في تسمية الراوي عن عبد الله بن علقمة.

وكذا سماه ابن الأثير في (أسد الغابة ٤/ ٨٣): "أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم".

* وجاء عند الطبري من رواية معاوية عن:

"شيبان عن جابر عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم".

ونقله عنه ابن كثير فجاء فيه من رواية سُفْيَان (التفسير ٣/ ٤٦).

وكذا علقه الجصاص في (الأحكام ٣/ ٣٣٠) فقال: "روى سفيان الثوري عن جابر عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم .. " الحديث.

وقال مغلطاي نقلا من شرح معاني الآثار: "رواه جابر الجعفي عن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن حزم عن عبد الله بن علقمة" (شرح ابن ماجه ١/ ٢٤٣).

وقال ابن حجر: "أخرجه مُطين والطحاوي والدارقطني من طريق جابر الجعفي عن عبد الله بن محمد بن حزم عن عبد الله بن علقمة عَن أَبيه"!! (الإصابة ٧/ ٢٦٧).

وعزاه العيني في (العمدة ٢/ ٢٣٠) للطَّحَاوِيّ والجصاص وَالطَّبَرَانِيّ من رواية جَابر عَن عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم!!، لم يذكر بينهم خلافا.

وانظر في هذا الخلاف: تعليق الشيخ محمود شاكر «على تفسير الطبري»، فقد أفاد رحمه الله.


[*] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: هذا الحديث ورد في الأصل الإلكتروني، وقد أحيل عليه غير مرة بعد ذلك