ثم قال: وقال محمد بن المثنى، وحدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش، قال: سمعت مجاهدًا مثله: «يستتر من بوله».
وأخرجه مسلم: عن أبي سعيد الأشج، وأبي كريب محمد بن العلاء، وإسحاق بن إبراهيم: عن وكيع، حدثنا الأعمش، قال: سمعت مجاهدًا، يحدث عن طاوس، عن ابن عباس، به.
[تنبيه]:
اختلف أهل العلم في الترجيح بين رواية الأعمش ومنصور؛
فقال الترمذي:"وروى منصور هذا الحديث، عن مجاهد، عن ابن عباس، ولم يذكر فيه عن طاوس، ورواية الأعمش أصح، وسمعت أبا بكر محمد بن أبان البلخي مستملي وكيع، يقول: سمعت وكيعًا، يقول: الأعمش أحفظ لإسناد إبراهيم من منصور"(السنن عقب رقم ٧١).
وقال في (العلل): "سألت محمدًا عن حديث مجاهد عن طاوس عن ابن عباس ... فقال: الأعمش يقول عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس، ومنصور يقول عن مجاهد عن ابن عباس ولا يذكر فيه طاوس.
قلت: أيهما أصح؟ قال: حديث الأعمش" (العلل الكبير ص ٤٢).
قلنا: ومع هذا فقد أخرج البخاري في (صحيحه ٢١٦) رواية منصور كما سبق، فكأن ترجيحه لرواية الأعمش لا يقتضي أَنَّ رواية منصور مرجوحة، بدليل أنه أخرج الروايتين في "صحيحه".
قال الحافظ: "وإخراجُه - يعني البخاريّ - له على الوجهين يقتضي صحتهما عنده، فيُحمل على أنَّ مُجاهدًا سمعه من طاوس، عن ابن عباس، ثمَّ سمعه من ابن عباسٍ بلا واسطةٍ، أو العكس، ويؤيدُهُ أنَّ في سياقه عن