وقال في (العلل): "رواية إسرائيل وقيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا هو عندي أشبه وأصح؛ لأن إسرائيل أثبت في أبي إسحاق من هؤلاء، وتابعه على ذلك قيس بن الربيع"(العلل الكبير ١١).
قلنا: ولا مانع أَنَّ يكون الحديث محفوظًا على الوجهين، فأبو إسحاق أحد حفاظ الإسلام واسع الرواية.
لاسيما وقد رُوِي عن إسرائيل بمثل رواية زهير أيضًا، حكاه ابن المديني، كما تقدم نقله من (معرفة علوم الحديث للحاكم ص ١٠٩).
وقد تابع زهيرًا جماعة، منهم: يوسف بن أبي إسحاق، وقد تقدم.
وتابعهما أيضًا: زكريا بن أبي زائدة، وشريك النخعي؛
فأما رواية زكريا؛
فأخرجها الطبراني في (الكبير ٩٩٥٥) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس الأصبهاني، ثنا سهل بن عثمان، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن الأسود، عن ابن مسعود، به.
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات أثبات، سوى شيخ الطبراني عبد الله بن محمد بن العباس، وقد روى عنه جماعة من الحفاظ، وقال أبو نعيم الأصبهاني:"صاحب أصول". وهذا فيه إشارة إلى أنه يروي من كتب معتمدة، والله أعلم، وانظر:(إرشاد القاصي والداني ٦٠٢).
ولذا قال ابن سيد الناس:"هذا إسناد صحيح"(النفح الشذي ١/ ٢٠٩).