وقد خولف فيه؛ خالفه أبان بن عبد الله البجلي، فرواه عن إبراهيم بن جرير عن أبيه بنحوه مرفوعًا. وسيأتي تخريجه قريبًا.
قال النسائي:"هذا أشبه بالصواب من حديث شريك"(السنن ٥١).
وتعقبه ابن التركماني فقال:"أبان هذا قال ابن حبان: "كان ممن فحش خطؤه وانفرد بالمناكير"، وشريك القاضى ممن استشهد به مسلم، ورأيت بخط الصريفيني: قال الحاكم: "احتج به مسلم"، وحديثه هذا أخرجه ابن حبان في صحيحه فلا نسلم أَنَّ حديث أبان أشبه بالصواب منه، ولا يمتنع أَنْ يكون لإبراهيم فيه إسنادان أحدهما عن أبي زرعة والآخر عن أبيه كما مر نظير ذلك"(الجوهر النقي ١/ ١٠٧).
وقال ولي الدين العراقي:"وفي ترجيح النسائي رواية أبان على رواية شريك نظر؛ فإن شريكًا أعلى وأوسع رواية وأحفظ، وقد أخرج له مسلم في صحيحه، ولم يخرج لأبان المذكور مع أنه اختلف عليه فيه"، نقله السيوطي في (زهر الربى على المجتبى ١/ ٤٦).
وأقر الألباني كلام ابن التركماني وأيده بأن أبان قد اضطرب فيه، كما سيأتي بيانه.
ومع ما تقدم من ضعف شريك ومخالفته، حسنه النووي في (الخلاصة ١/ ١٧١)، وضعف الألباني حديث شريك إِلَّا أنه اعتبر أبان بن عبد الله متابعًا لشريك على أصل الحديث، فحسنه، (صحيح أبي داود ١/ ٧٨ وما بعدها)!.