الضياء في المختارة (١٣/ ١٩) - عن محمد بن علي بن شعيب السمسار، ثنا أبي، ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، ثنا ورقاء بن عمر، ثنا عمرو بن دينار، عن ابن عباس، قال: صَبَبْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وضُوءًا فَقَالَ: «اللهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ».
وهذا فيه خطأ من وجهين:
الأول: في الإسناد، حيث جعله من حديث ورقاء عن عمرو، وإنما هو محفوظ من رواية الثقات عن أبي النضر، عن ورقاء عن عبيد الله بن أبي يزيد، كما سبق.
الثاني: زيادته في المتن: "وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ"، فهذه الزيادة غير محفوظة في رواية أبي النضر وإن كانت محفوظة في الحديث من رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس كما سيأتي.
[تنبيه]:
لم يُعَيَّن في رواية المسندي من الذي أجاب على سؤال النبي صلى الله عليه وسلم:«مَنْ وَضَعَ هَذَا؟ »، وكذلك فِي رِوَايَةِ زُهَيْرٍ عند مسلم وغيره، ففيها:«قَالُوا: ابْنُ عَبَّاس»، وعُيِّن فِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ بن النضر عند مسلم والنسائي، فجاء فيها:«قُلْتُ: ابْنُ عَبَّاس»، وقريب من هذا رواية أحمد، ففيها:«قَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ»، ومثلها رواية الدوري عند البيهقي في (الدلائل)، وفي روايته في (المدخل): "فَقِيلَ: ابْنُ عَبَّاس" بالإبهام، وسيأتي في الروايات التالية أَنَّ الذي أجابه ميمونة رضي الله عنها، وهو الذي اعتمده ابن حجر في الفتح ولم يحك غيره (فتح الباري ١/ ١٧٠، ٢٤٤).