ابن عباس" (الجرح والتعديل ٤/ ٣٥٧، ٦/ ١٤٠). وضعفه ابن القطان في (بيان الوهم والإيهام ٣/ ٤٨٧) وقال في موضع آخر: "لم تثبت عدالته" (الوهم والإيهام ٣/ ٥٨٧)، وذكره ابن الجوزي في (الضعفاء ١٦١٠) معتمدًا تليين أبي حاتم، وكذا فعل الذهبي في (الديوان ١٨٦١)، لكنه اقتصر في (المغني ٢٧٣٥) و (الميزان ٢/ ٢٦٢) و (الكاشف ٢٢٣٤) على حكاية الخلاف بين ابن معين وأبي حاتم.
ولما خرج الحاكم حديثه هذا قال عقبه: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"! ، فتعقبه الذهبي قائلا: "شبيب فيه لين" (المستدرك مع التلخيص ٣/ ٥٣٧). وقال فيه ابن حجر: "صدوق يخطئ" (التقريب ٢٧٣٨).
قلنا: والذي نراه أنه لا يحتج بما تفرد به، لاسيما إذا كان في تفرده شيء من المخالفة، وهو في حديثنا هذا قد تفرد بذكر تغطية الإناء، وهذه زيادة لم نرها لغيره ممن روى الحديث، والحديث بهذه السياقة ظاهره يدل على أَنَّ الدعاء إنما كان من أجل هذه التغطية، وهو ما فهمه منه ابن عبد البر كما يدل عليه صنيعه في (التمهيد ١٢/ ١٨٠)، وهذا المعنى غير موجود في حديث الثقات، بل ظاهر رواياتهم يدل على أَنَّ الدعاء له إنما كان فقط من أجل وضعه الماء للنبي صلى الله عليه وسلم عند دخوله الخلاء، وحينئذ فلا يستساغ تقوية حديثه بالروايات الأخرى، والله أعلم.
[تنبيه]:
قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَنْ صَنَعَ هَذَا؟ » جاء الجواب عليه عند الحاكم وابن أبي عاصم: "فَقُلْتُ: أَنَا". وعند الطبراني: "قال عَبْدُ اللهِ: أَنَا". وعند البزار: "قالوا: عبد الله - يعني: ابن عباس". والمدار عندهم واحد،