أحدًا من الصحابة سوى من أنس وابن سرجس، ولو كان هذا الرجل صحابيا لصاح به عاصم، والله أعلم.
وعليه: فالحديث ضعيف؛ لإرساله وإبهام راويه.
والأحاديث المتقدمة في الباب السابق قاطعة بأن سبب الثناء وهو استنجائهم بالماء لا الجمع بين الماء والحجارة.
وقد أنكر طائفة من متأخري المحدثين وعلى رأسهم النووي الجمع بين الحجارة والماء في الحديث، فقال:"المعروف في كتب الحديث أنهم كانوا يستنجون بالماء وليس فيها ذكر الجمع بين الماء والأحجار، وأما قول المصنف قالوا نتبع الحجارة الماء فكذا يقوله أصحابنا وغيرهم في كتب الفقه والتفسير، وليس له أصل في كتب الحديث"(المجموع شرح المهذب ٢/ ١٠٠).
وتعقب النووي ابن كثير في (التفسير ٤/ ٢١٧)، وابن الملقن (البدر المنير ٢/ ٣٨٤) والحافظ في (التلخيص ١/ ١٩٩) بأنه قد ورد حديث في مسند البزار يفيد الجمع بين الحجارة والماء.
قال ابن كثير - بعد ذكره لحديث البزار (وهو الحديث الآتي) -: "وإنما ذكرته بهذا اللفظ لأنه مشهور بين الفقهاء ولم يعرفه كثير من المحدثين المتأخرين أو كلهم والله أعلم"(التفسير ٤/ ٢١٧).
واعتذر ابن الملقن فقال:"والشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد هو أول مفيد لذلك فإنه ذكره كذلك في كتاب «الإمام» الذي ليس له نظير في بابه، والنووي - رحمه الله - معذور في ذلك فإنها طريقة غريبة عزيزة في خبايا وزوايا، فافهم ما أوضحناه لك فإنه مهم عظيم لو طعنت فيه أكباد الإبل لكان قليلًا"(البدر المنير ٢/ ٣٨٦).