وبه ضعَّفه الألباني، فقال:"وهذا إسناد ضعيف؛ لسوء حفظ ابن لَهِيعة"، وزاد علة أخرى، فقال:"والرجل الغفاري لم يُسَمَّ؛ فهو مجهول، وليس فيه التصريح بأنه صحابي، حتى يقال: إن الصحابة كلهم عدول؛ فلا يضر عدمُ تسميته! وكون يَزيدَ بن عَمرو- وهو المَعافري المصري- من التابعين؛ لا يلزم منه أن يكون شيخُه تابعيًّا مثلَه أو أكبرَ منه، وهذا مثله كثير في الأحاديث؛ كما لا يخفى على مَن تعانَى هذا الفنَّ الشريف"(الضعيفة ٤٦٥٤).
ومع هذا قال الهيثمي:"رواه أحمد، وفيه ابن لَهِيعة، وحديثه حسن وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات"(المجمع ٨٨٥٤).
وتبِعه السُّيوطي فرمز له بالحسن في (الجامع الصغير ٩٠٢١)! .
وتعقَّبه المُناوي، فقال:"رمز لحسنه، وليس كما ظَنَّ؛ فقد قال الحافظ العراقي: هذا لا يثبت، وفي إسناده ابن لَهِيعة، والكلام فيه معروف"(فيض القدير ٦/ ٢٢٣).
قلنا: وقد صحَّ الشطر الأخيرُ من الحديث؛ بلفظ:((مَنْ لَمْ يَأْخُذْ مِنْ شَارِبِهِ؛ فَلَيْسَ مِنَّا))، أخرجه التِّرْمذي، وأحمد، وغيرُهما، بسند صحيح، وسيأتي تخريجُه في باب:"قص الشارب".
ولذا قال الحافظ العراقي:"وإنما يثبت منه الأخذُ من الشارب فقط، كما رواه التِّرْمذي وصحَّحه"(طرح التثريب ٢/ ٨٢).