يدفعه قوم ويروْنه مخالفًا لسُنته في قص الشوارب، وليس بينهما خلاف، وإنما يُتوهم ذلك من أجل أن السبَلة عند العامة: الشارب، وهي عند العرب مقدَّم اللحية. قال الأصمعي: السبَلة: ما أُسبل من مقدَّم اللحية على الصدر" (غريب الحديث ١/ ٢١٥). وقيل: السِّبال: طرفا الشارب. (طرح التثريب ٢/ ٧٧). والمراد هنا: الشارب؛ لدلالة السياق، والله أعلم.
قال أحمد: حدثنا زيد بن يحيى، حدثنا عبد الله بن العلاء بن زَبْر، حدثني القاسم، قال: سمعت أبا أُمامة يقول: ... الحديثَ.
ومداره- عندهم- على زيد بن يحيى بن عُبيد ... به.
[التحقيق]:
هذا إسناد رجاله ثقات إلا القاسم، وهو القاسم بن عبد الرحمن الشامي، وهو مختلف فيه؛ قال الإمام أحمد: "قال بعض الناس: هذه المناكير التي يرويها عنه جعفر وبِشر بن نُمَير ومُطَّرِح"، قال أحمد: "ولكن يقولون: هذه من قِبَل القاسم، في حديث القاسم مناكيرُ مما يرويها الثقات، يقولون: من قِبَل القاسم". وقال الأثرم: سمعت أحمد حمَل على القاسم، وقال: "يروي عنه عليُّ بن يَزيدَ أعاجيبَ"، وتكلَّم فيها، وقال: "ما أرى هذا إلا من قِبَل القاسم". (تهذيب التهذيب ٨/ ٣٢٢ - ٣٢٣).
وقال ابن حِبَّان: "كان ممن يروي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المُعضلاتِ، ويأتي عن الثقات بالأشياء المقلوبات، حتى يسبق إلى القلب أنه كان