للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه ثلاث علل:

الأولى: تفرُّد محمد بن أبي حفصة به عن الزُّهْري، وابن أبي حفصة مختلَف فيه عامَّة، وضعيف في الزُّهْري خاصَّة، وإليك البيان:

المجرِّحون:

قال يحيى بن سعيد: "كتبت حديثه كلَّه، ثم رَميتُ به بعد ذلك"، ثم قال: هو نحو صالح بن أبي الأخضر وقال معاذ بن معاذ: "كتبت عنه عن الزُّهْري ثم رغِبت عنه" قيل لمعاذ: لِمَ؟ قال: "رأيته يأتي أشعث بن عبد الملك، فإذا قمنا جلس إلى صبيان فأملَوْها عليه"، ولهذا ذكره العُقَيلي في (الضعفاء ١٧٠٩)، وذكره أحمد فلم يَرْضه (١)، قال المرُّوذي: "وأراه ذكر أن له رأيَ سوء وقال النَّسائي: "ضعيف وقال ابن عَدِي: "هو من الضعفاء الذين يُكتب حديثهم وقال الدارَقُطْني: "صالح، يُعتبر به وقال الفَسَوي: "هو ليِّن، إلا أنه فوق صالح بن أبي الأخضر" (علل أحمد برواية المروذي ١٢٦)، (المعرفة للفسوي ٣/ ٥١)، (سؤالات البَرْقاني ٤٣٤)، (تهذيب التهذيب ٩/ ١٢٣).


(١) - فأما ما في (الميزان ٣/ ٥٢٥): "وقال أحمد: صالح الحديث"، فلم نجد مَن نقله عن أحمد سوى الذهبي، ولو كان محفوظًا؛ لتسارع أصحاب التراجم إلى ذكره، بل ومن الملاحظ أن الذهبي نفسه لم يذكره في كتبه الأخرى التي ترجم فيها لابن أبي حفصة مع كثرتها، واحتياجه إليه، وقد ذكر محقق (الميزان) أن كلمة "أحمد" وقعت في النسخة (س): "آخر"، وكذا أثبتت في (ط الرسالة للميزان ٤/ ٩٨)، فلعل صوابها: "وقال أخرى" يعني: ابن مَعين، فقد عدَّد له الذهبي أقوالًا في ابن أبي حفصة، فالظاهر أن هذا أحدها، ويقويه أن هذه الكلمة نقلها ابن حجر في (المقدمة ص ٤٣٨) منسوبة لابن مَعين، والله أعلم.