(٢) وقع في "تاريخ دمشق" لابن عساكر زيادةٌ في سنده بين السُلَيْمانيْنِ: [ثنا بَقيَّةُ]، وكذا عزاه السُّيوطي ليعقوبَ بن سفيان في (الحاوي ١/ ٤٠٤). والذي يبدو لنا أنه وهَمٌ من ابن عساكرَ تابعه عليه السُّيوطيُّ، وسببه - والله أعلم - أن الفَسَوي روى حديثين قال في أول كلٍّ منهما: "حدثني سُلَيْمان بن سلَمة الحِمْصي، حدثنا بقيَّةُ"، ثم قال: "وقال: حدثنا بَقيَّةُ قال حدثني أبو خالد السَّكُوني بَحِير بن سعيد وهو من ثقات رجالِ حِمْص. وقال: حدثنا مَنِيع بن السَّري ... " فذكر حديثًا، ثم قال: "وقال: حدثنا المُؤَمَّل بن عُمر أبو قَعْنب العُتْبي ... " فذكر حديثًا، ثم قال: "وقال: حدثنا سُلَيْمان بن ناشرة الأَلْهاني قال: سمِعت (محمد) بن زياد الأَلْهاني يقول: كان ثوبانُ جارًا لنا" فذكر الحديث. فلعل ابنَ عساكرَ - رحمه الله - حمَلَ قولَه: ((وقال: حدثنا سُلَيْمان بن ناشرة ... )) على أن القائل هو بَقيَّةُ بن الوليد. والصواب أن القائل سُلَيمانُ بن سلَمةَ الحِمْصي؛ فهو الذي روَى عن بَقيةَ، ثم عن مَنِيع بن السَّري، ثم عن المُؤَمَّل بن عُمر، ثم عن سُلَيْمان بن ناشرة. ويضاف إلى هذا أن بقيةَ بن الوليد ليست له روايةٌ عن هؤلاء الأربعة. وقد رواه البَيْهَقي من طريق يعقوب بن سفيانَ على الصواب، ويدلُّ على ذلك أيضًا رواية الخرائطي. والله أعلم.