الثاني: أن عيسى إنما يروي عن الحَكَم بواسطة، فجُلُّ روايات الحَكَم التي رواها عيسى إنما رواها عن موسى بن أبي حبيب عن الحَكَم، وانظر على سبيل المثال:(المعجم الكبير ٣/ ٢١٧)، (الكامل ١٣٩٧)، (معرفة الصحابة لأبي نُعَيم ٢/ ٧٢١)، مع (الجرح والتعديل ٣/ ١٢٥). فهي نسخة مشهورة.
الثالث: أنه قد روَى أبو نُعَيم في (تاريخ أصبهان ١/ ٢٦٤ - ٢٦٥) حديثًا من طريق عيسى بن إبراهيم، أنا الثُّمَالي، قال: سمِعتُ الحَكَم بنَ عُمَير ... فذكره، والثُّمَالي هذا هو موسى بن أبي حبيب، فقد ذكر أبو حاتم أن موسى هذا ابنُ أخي الحَكَم (الجرح والتعديل ٣/ ١٢٥)، والحَكَم ثُماليٌّ كما في (طبقات ابن سعد ٩/ ٤١٨) وغيرِه.
والخلاصة: أن الحديث إنما يرويه كَثِير بن هشام، عن عيسى بن إبراهيم، عن الثُّمَالي وهو موسى بن أبي حبيب، عن الحَكَم بن عُمَير الثُّمَالي، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه علل:
الأولى: عيسى بن إبراهيم، وهو ابن طَهْمان الهاشميُّ؛ متروك، وقد تقدمَتْ ترجمتُه في باب:"ما جاء في إحفاء الشارب".
الثانية: موسى بن أبي حبيب الثُّمَالي؛ ضعيف، ضعَّفه أبو حاتم، والدَّارَقُطْنيُّ، كما تقدَّم في الباب المشار إليه.
ثم إن الحَكَم بن عُمَيرٍ مختلَفٌ في صحبته، انظر تفصيلَه في الباب المشار إليه.