مناكيره، وتَبِعه ابن طاهر المقدسي فذكره في (تذكرة الحفاظ ٩٣٤) وقال: "رواه سعيد بن بَشِير، عن قتادةَ ... وسعيدٌ ضعيفُ الحديث في قَتادة".
واستدل به البَيْهَقي في (الخلافيات) على ضعْف سعيد بن بَشير؛ حيث ذكره مع عدة أحاديثَ أخرى تفرَّد بها سعيدٌ، ثم قال:"وفي هذا غُنْيَةٌ لمن تدبَّره على ضعْف حالِه"(مختصر الخلافيات ١/ ٢٥٥).
وذكره ابن عَدِي أيضًا في ترجمة سعيد، ثم قال:"وهذا لا يرويه عن قتادةَ غيرُ سعيد بن بَشير، وهو متْنٌ منكَر عن سعيد، رواه الوليد بن مسلم"(الكامل ٥/ ٤٧٦)، وأقرَّه ابن طاهر المقدسي في (ذخيرة الحفاظ ٥٨٣٢)، وعبدُ الحق الإشْبيلي في (الأحكام الوُسطى ٤/ ٢٠٣)، وأقرَّه ابنُ القَطَّان، وزاد علةً أخرى، وهي سُلَيْمان بن عبد الرحمن الدمشقي، ابن بنت شرحبيل، فقال:"ولم يبيِّن - يعني: الإشْبيليَّ- أنه من رواية سُلَيْمان بن عبد الرحمن الدمشقي، ابن بنت شرحبيل، عن الوليد بن مسلم، عنه، وسُلَيْمان مغفَّل"(بيان الوهم والإيهام ٣/ ٢٢٣).
ولمَّا سأل ابنُ أبي حاتم أباه عن هذا الحديث، قال:"هذا حديث كذِبٌ بهذا الإسناد! يمكن أن يكون دخل لهم حديثٌ في حديث، ورأيتُ هذا الحديثَ في كتاب سُلَيْمانَ بن شُرَحْبيل، فلم أكتبه، وكان سُلَيْمان عندي في حَيِّزٍ، لو أن رجلًا وَضَعَ له لم يَفْهَم"(العلل ٢٤٦٢). وأقرَّه أبو موسى المَدِيني في (اللطائف ص ٩٩).
وقال أبو زُرْعة الرازيُّ:"باطلٌ، ليس هذا من حديث الوليد"(سؤالات البَرْذَعي له ٤٧٢).
قلنا: كأنهما يشيران إلى أن هذا الحديث مما أُدخل على سُلَيْمان بن