وهو ظاهر صنيع ابن دقيق العيد؛ حيث قال:"هذا الرجل الذي من أهل الكوفة مجهول"(الإمام ١/ ٤١٨)، ثم ذكر كلام البَيْهَقي في تجهيل محمد بن حسان.
وإلى هذا القول ذهب الحافظ ابنُ حجر؛ حيث قال:"وقد أَدخلَ عبدُ الله بن جعفر الرَّقِّيُّ-وهو أوثق من منصور- بين عُبيد الله وعبدِ الملك، الرجلَ الكوفيَّ الذي لم يُسَمِّه، فيظهر من رواية مَرْوانَ بن معاوية أنه محمد بن حسان الكوفي، فهو الذي تفرَّد به، وهو مجهول"(التهذيب ٤/ ٤٥٠).
وسواء صحَّ هذا القولُ أم لا، فالحُكم واحد، وهو:"الجهالة"، وقد يُتعقَّب بتسمية العلاء بن هلال له عند الحاكم، كما في الوجه الثاني، وجوابُه: أن العلاء هذا لا يُحتجُّ به- كما سيأتي-، وعليه؛ فلا يُقبل تسميتُه لهذا الراوي المبهَم، لا سيما وقد قال فيه ابن حِبَّان:"يقلب الأسانيد، ويغيِّر الأسماءَ"، والله أعلم.
وقال ابن كثير- عَقِبَ طريقِ الطبراني هذا-: "أظن أن هذا المتهَم في هذا الإسناد هو محمد بن سعيد المصلوب الكذوب؛ فقد روَى أبو داودَ من طريقه، عن عبد الملك بن عُمَير، عن أمِّ عطيةَ الأنصاريةِ ... "(جامع المسانيد ٤/ ٣٥٧).
الثانية: الإرسال؛ فإن الضَّحَّاك بن قيس هذا ليس هو الفِهْريَّ الصحابي؛ كما ذهب إلى ذلك الحاكمُ، حيث أورد هذا الحديثَ في "ترجمته" من (المستدرك ٦٣٨١)، وكذا ابنُ مَنْدَه وأبو نُعَيم في (الصحابة).
فقد جزم ابن مَعين وغيرُه، أن الضَّحَّاك هذا آخَرُ غيرُ الفِهْري؛