للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وبهذا يستقيم الكلامُ، بخلاف السياق الذي ذكره الحافظ؛ فإنه متناقض، وإلى هذا أشار الألباني في (الضعيفة ١٣/ ٢٥٨).

لكن هذا الكلام المنسوب لأبي حاتم إنما ذكره ابنُه تحت ترجمة الوليد بن الوليد، وليس ابن موسى كما يوهِمُه صنيعُ الحافظ، غير أن عُذْر الحافظ في ذلك أنه جعلهما واحدًا، والذهبي وإنْ فرَّق بينهما في الترجمة إلا أنه خلَط بينهما في نقل كلام الأئمةِ فيهما.

وعلى أية حال، فكلاهما ضعيف، وعليه؛ فالحديث ضعيف، والله أعلم.

ولذا قال البَيْهَقي: "والذي رُوي عن ابن عباس وغيرِه، مرفوعًا: ((الْخِتَانُ: سُنَّةٌ لِلرِّجَالِ، مَكْرُمَةٌ لِلنِّسَاءِ))، لا يصحُّ رفعُه" (السنن الصغرى ٣٤٧١)، ونحوه في (المعرفة ١٣/ ٦٣).

وقال أيضًا: "هذا إسناد ضعيف، والمحفوظ موقوفٌ" (الكبرى عقب حديث ١٧٦٢٨). وأقرَّه ابن عبد الهادي في (التنقيح ٤/ ٥٨٢)، وابن القيِّم في (تحفة المودود ص ١٧٥ - ١٧٦).

والموقوف الذي أشار إليه البَيْهَقي: أخرجه الطبراني في (الكبير ١٢٠٠٩، ١٢٨٢٨) وفي (مسند الشاميين ٢٦٩٧)، وابنُ عَدِي في (الكامل ٢/ ٤٥)، والبَيْهَقي في (الكبرى ١٧٦٢٩)، وغيرُهم. ولكنه ضعيف أيضًا؛ ولذا لم نُعَوِّل عليه.

قال الألباني: "وجملة القول أن الحديث ضعيفٌ، مرفوعًا وموقوفًا" (الضعيفة ١٩٣٥).

ومع هذا رمز السُّيوطي له بالحُسْن في (الجامع الصغير ٤١٢٩)! فلم يُصِبْ.

* * *