للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الثانية: الانقطاع؛ فقد ذكر كلٌّ من البخاري وابنِ حِبَّان وابنِ أبي حاتم في ترجمة عبد الله بن هلال أنه يَروي عن رجل عن سعيد بن جُبَير، وهذا يعني أن روايته هنا عن سعيد منقطعةٌ، بينهما رجلٌ، ويتأكَّد ذلك بالنظر في شيوخ عَبَّاد المُهَلَّبي؛ فإن أكثرهم من الطبقة التي تَروي عن تلاميذ ابن جُبَير، ومَن علا منهم عن هذه الطبقة فهو ممن تأخرتْ وفاتُه عن ابن جُبَير بعشرات السنين، وسيأتي في العلة الثالثة سببٌ آخَرُ يؤيِّد القولَ بالانقطاع.

الثالثة: طالب بن قُرَّة؛ ترجم له ابن نُقْطةَ في (الإكمال ١/ ١٧٢) والذهبي في (التاريخ ٢٢/ ١٦٩) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقال الهيثمي: "لم أعرفْه" (المجمع ٥/ ١٦٥)، ولم نجد مَن وثَّقه. وقد خُولِف في هذا الحديث:

فرواه الطبراني في (مكارم الأخلاق ١٩٣) عن أحمد بن عبد الوهاب، ثنا محمد بن عيسى الطَّبَّاع، ثنا عَبَّاد بن العَوَّام (؟ ! )، عن عبد الله بن هلال، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ)).

كذا وقع في المطبوع: "عَبَّاد بن العَوَّام"! وهو تحريف، والصواب: "عَبَّاد بن عَبَّاد"؛ فهو المعروف برواية هذا الحديث.

وأحمد بن عبد الوهاب، هو ابن نَجْدَة الحَوْطي، وهو صدوق كما في (التقريب ٧٣)، وقد خالف ابنَ قُرَّةَ في متن الحديث، فجعله في الجار، خلافًا لابن قُرَّةَ الذي جعله في السواك، ورواية ابنِ نَجْدةَ هي الصواب، ويؤيِّده:

أن البخاري قد علَّقه في ترجمة عبد الله بن هلال من (التاريخ الكبير ٥/