ولهذا قال البيهقي - عقبه -: ((وقد قيل: عن مجاهد، عن أبي فاختة، عن أم هانئ، والذي رويناه مع إرساله أصح)) (السنن ١/ ٢٤).
وجزَم بذلك الذهبي في (التنقيح) فقال عقب هذا الحديث: ((مجاهد لم يسمع من أم هانئ)) (التنقيح ١/ ١٥). وقال في (مختصر السنن الكبرى للبيهقي ١٧): ((فيه إرسال)).
ولعلَّ لذلك قال ابن الجوزي:((وحديث أم هانيء لا يثبت)) (التحقيق ١/ ٤٥).
وقال الألباني:((وهذا سند صحيح على شرط الشيخين، لكن أشار البيهقي إلى أنه منقطع بين مجاهد وأم هانئ فقال: ((وقد قيل عن مجاهد عن أبي فاختة عن أم هانئ، والذي رويناه مع إرساله أصح))، ثم ساق بسنده عن يحيى بن يحيى، ثنا خارجة، عن أبي أمية، حدثني مجاهد، عن أبي فاختة مولى أم هانئ قال: قالت أم هانئ ... فذكره. قلت (الألباني): وهذا سند ساقط؛ خارجة هو ابن مصعب، وهو ضعيف، اتَّهمه بعضهم بالكذب، وهو مدلس، وقد عنعنه فلا يعلُّ السند الأول بروايته)) (الإرواء ١/ ٦٤، ٦٥).
ولم يتنبَّه لهذه العلة مغلطاي، فضعَّف سند ابن ماجه، لأجل شيخ ابن ماجه فيه، ثم قال:((وقد وقع لنا هذا الحديث من طريق صحيحة سالمة عن أبي عامر هذا، ذكرها الحافظ النسائي فقال: محمد بن بشار، حدثني عبد الرحمن حدثني إبراهيم بن نافع ... )) فذكره (شرح سنن ابن ماجه ١/ ٢٩٦).
وتبعه ابن الملقن، فقال: ((رواه النسائي وابن ماجه بإسناد على شرط