فخالَفَهما عَثَّامُ بن عليٍّ، فرواه عن الأعمش، عن حبيب، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس، بهذا السياق المختصر، الذي أخلَّ بمعنى الحديث.
وعَثَّام بن عليٍّ لا يتحمل التفرُّد عن مثل الأعمش، كيف وقد خُولف؟ !
فقد رواه النَّسائي في (الكبرى ١٤٣٢) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيلَ بن سَمُرَةَ الأَحْمَسي -كوفيٌّ-، قال: حدثنا ابن فُضَيل، عن الأعمش، عن حبيب، عن كُرَيب، عن ابن عباس، به مطولًا دون ذِكرِ السِّواك.
فخالفه ابنُ فُضَيل في سنده ومتْنِه، ولا ريبَ أن ابن فُضَيلٍ أوثقُ وأثبتُ من عَثَّام، لاسيما في الأعمش.
ومما يؤكِّد وهَمَ عَثَّامٍ فيه، أنه لم يضبِط متْنَه؛ فقد رواه النَّسائي في (الكبرى ٤٨٩) عن قُتَيْبة عن عَثَّام به، دون تعيين الركعتين، هكذا:((كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَيَسْتَاكُ))، قَالَ عَثَّامٌ:"يَعني: الركعَتَين قَبلَ الفَجر". كذا قال هنا، مع أن أحمدَ وغيرَه من جبال الحفظ رَوَوْه عن عَثَّامٍ بلفظ:((كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ رَكْعَتَيْنِ ... )).
ولم يلتفت لهذا كلِّه بعضُ أهل العلم، فصحَّحوا الحديث جريًا على ظاهر إسناده:
فقال الحاكم- عَقِبَه-: "هذا حديث صحيحٌ على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
وذكره الضِّياء في (المختارة)؛ فهو صحيح على شرطه.
وكذا ذكره الإشْبيلي في (الأحكام الوسطى ١/ ١٥٣)، وسكتَ عنه مصحِّحًا له.