الثانية والثالثة: سلَّام بن الحارث الهَرَوي، ومحمد بن يوسف الخُواري، ذكر الدارَقُطْني حديثًا عن محمد بن يوسف الخُواري، عن سَلَّام بن الحارث الهَرَوي، عن مالك بن سُلَيمان، عن مالك وابنِ أبي ذِئْب ... وقال:"لا يصحُّ عن مالك ولا عن ابن أبي ذِئْب، وكلُّ مَن دونهما ضعفاء"(لسان الميزان ٣٥٢٧).
ولذا قال الدارَقُطْني- عَقِبَ حديثِنا-: "هذا باطلٌ، لا يصحُّ عن مالك"(اللسان).
الطريق الثاني:
رواه أبو طاهر السِّلَفي في (معجم السفر ٨٨١)، قال: أخبرنا أبو الحسن عليُّ بن عبد الملك بن علي الوَّرَّاقي بأَبْهَرَ، أنا أبي عبد الملك بن عليِّ بن حَيَّان، أنا أبو عليٍّ عبد الرحمن بن محمد بن فَضَالةَ الحافظُ بالرَّيِّ، أنا عبد الله بن محمد بن عُبَيد الحُلْواني، ثنا سُلَيمان بن أحمد بن يحيى، ثنا عَمرو بن أحمد بن بُدَيل، ثنا عبد الملك بن قُرَيْب الأَصْمَعي، ثنا مالك بن أنس، عن سُمَيٍّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به.
وهذا إسناد مظلِمٌ تالف؛ فيه سُلَيمان بن أحمد بن يحيى، وهو المَلَطِي؛ كذَّبه الدارَقُطْني والخطيبُ، (لسان الميزان ٣٥٧٨)، وكذا كذَّبه الحاكمُ، كما في (تنزيه الشريعة ١/ ٤٠٩)، وروَى عنه ابن جُمَيْع الصَّيْداويُّ حديثًا، فقال:"حدثني سُلَيمان بن أحمد، مع براءتي من عُهْدته"(معجم شيوخه ص ٢٨٢). ولذا قال ابن ماكولا:"يُتَّهَم بالكذب، لا يوثَق بما يَرويه"(الإكمال ٧/ ٢٤٣).