الثانية: محمد بن خالد القُرَشي؛ ترجم له البخاري في (التاريخ الكبير ١/ ٧٣)، وابن أبي حاتم في (الحرج والتعديل ٧/ ٢٤٢) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقال ابن القَطَّان:"لا تُعرَف حالُه، ولا يُعرَف روَى عنه غيرُ هُشَيم"(بيان الوهم والإيهام ٣/ ٤٢)، وقال الذهبي:"لا يُعرف حالُه"(الميزان ٧٤٧٤)، وقال ابن حَجَر:"مجهول"(التقريب ٥٨٥٢).
ونَقل كلامَ ابن القَطَّان وأقرَّه: ابنُ المُلَقِّن في (البدر المنير ١/ ٧٢٣)، وابنُ حَجَر في (تهذيب التهذيب ٩/ ١٢٨)، وقال:"ذكره ابن حِبَّان في "الثقات"، وسمَّى جدَّه سلَمةَ، وزعم أنه أخو عِكْرِمةَ بن خالد، وقال: روَى عنه عبدُ الله بن الأسود. قلت: لكن فرَّق بينهما البخاري، وابنُ أبي حاتم، وهو الصواب".
ولكن خالف ابنُ حَجَر في (التلخيص) صنيعَه في التهذيب والتقريب، فتعقَّب ابنَ القَطَّان قائلًا:"قلت: وثَّقه ابنُ مَعين، وابنُ حِبَّان"(التلخيص ١/ ١٠٨).
واغترَّ بذلك المُناوي الذي تعقَّب السُّيوطيَّ لكونه رمز للحديث بالضعْف في (الجامع الصغير ٧١١)، فقال:"رمز لضعفه اغترارًا بقول ابن القَطَّان ... وفاته أن الحافظ ابن حجر ردَّه على ابن القَطَّان بأن محمدًا هذا وثَّقه ابن مَعِين وابنُ حِبَّان"(الفيض ١/ ٣٨٧).
وردَّ عليه ذلك الألبانيُّ، فقال:"وهذا تعقُّب واهٍ؛ جاءه من التقليد والاستسلام لرد الحافظ ابن حجر دون تبصُّر ... وفاته أن الجَواد قد يَكْبو؛ فإن توثيق ابنِ مَعين المذكورَ مما لم يَذْكره أحدٌ، حتى ولا الحافظ نفْسُه في "التهذيب"، فأخشى أن يكون وهَمًا منه، ويؤيِّده أنه صرَّح في "تقريب التهذيب" أن القُرَشي هذا "مجهول"، فوافق في ذلك قولَ ابن القَطَّان: "لا