"أحاديثه شِبْهُ البواطيل"، وقال ابن عَدِي:"والضَّعْف على حديثه بيِّنٌ"، وقال أبو نُعَيم الأصبهاني:"روى عنه أبيه أحاديثَ منكَرة". (لسان الميزان ٥٨٩١). وقال أبو حاتم وأبو زُرْعة:"ضعيف الحديث"، وزاد أبو حاتم:"ضعيفٌ منكَر الحديث"(الجرح والتعديل ٧/ ٤٥).
الثانية: يزيد بن بَابَنُوس؛ مختلف فيه، وهو أقرب للضعف، وقد تقدَّم الكلامُ عليه.
وقد تقدَّم الحديثُ في الصحيح من طرق عن عائشة، أن الذي دخل عليها هو عبد الرحمن بن أبي بكر، وبِيدِه جريدةٌ رَطْبةٌ.
وعليه؛ فهذه الرواية منكَرة، هذا فضلًا عن أن سياق هذه الروايةِ مطوَّلٌ جدًّا، بخلاف ما في الصحيحين من قصة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما اقتصرنا على ذِكر محلِّ الشاهد لهذا الباب، على أن يأتي تخريجُ الحديث بسياقه كاملًا في "موسوعة السِّيَر والمغازي"- إن شاء الله تعالى-.
أمَّا قولُ البُوصِيري:"رواه أبو يَعْلَى المَوْصلي، وأحمدُ بن حَنْبل، ورواتُه ثقات"(إتحاف الخيرة ٢/ ٥٣٢). فهو تساهلٌ واضح.
ويبدو أن لهذه الرواية طريقًا آخر؛ فقد قال الصالحي في (سبل الهدى والرشاد ١٢/ ٢٦١): "وروَى محمد بن يحيى (بن أبي عُمر العَدَني)(١) - برجالٍ ثقات- عنها: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعَ رَأْسَهُ فِي مَرَضِهِ، قَالَتْ: فَأَخَذْتُهُ فَأَسْنَدْتُهُ إِلَى صَدْرِي، فَدَخَلَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَبِيَدِهِ سِوَاكُ أَرَاكٍ رَطْبٍ، فَلَحَظَهُ إِلَيْهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُرِيدُهُ، فَأَخَذْتُهُ فَنَكَشْتُهُ بِفِي، فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهِ، فَأَخَذَهُ وَأَهْوَاهُ إِلَى
(١) في المطبوع: "بن أبي عمرو العرني"، والصواب المثبَت، وهو الحافظ المشهورُ، صاحب المسنَد.