للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بِشْرانَ، عن ابن البَخْتَري- وهو أبو جعفر الرَزَّاز-، إلا أنه قال: أنا أحمدُ بن زُهَير، نا خالد بن خِدَاش، ... به مقتصرًا على آخره.

ولا مانع أن يكون الحديثُ عند ابن بِشْرانَ عن ابن البَخْتَري، عن شيخين، عن خالد بن خِدَاش؛ فابن البَخْتَري حافظٌ واسع الرواية، وقد سمِع من أحمدَ بن إسحاقَ بن صالح وهو الوَزَّان، ومن أحمدَ بن زُهَير وهو ابن أبي خَيْثَمة، وكلاهما سمِع من خالد بن خِدَاش.

فحدَّث به تارةً عن هذا الشيخ، وتارة عن الآخَر، والله أعلم.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: جهالةُ الراوي عن أنس؛ فإنه لم يُسَمَّ.

ولذا قال الحافظ: "وفي سنده جهالةٌ" (التلخيص الحبير ١/ ٢٦٤)، وبنحوه العَيْني في (عمدة القاري ١/ ٢٢).

وقال العراقي "في إسناده مَن لم يُسَمَّ" (التقييد والإيضاح ص ٢٦٨)، وقال أيضًا: "رجاله ثقاتٌ، إلا أن الراوي له عن أنس بعضُ أهله غيرُ مسمَّى، وقد ورد في بعض طرقه بأنه النَّضْر بن أنس، وهو ثقة" (طرح التثريب ٢/ ٦٨).

وتعقَّبه الألباني قائلًا: "وأما الطريق التي قبلَها، ففيها ذاك المجهولُ الذي لم يُسَمَّ من أهل بيت المُثَنَّى، ولا يُفيد تسميتُه في طريق (عيسى بن شعيب) بالنَّضْر بن أنس؛ لِمَا عرفتَ من سوء حال (عيسى)، وبالتالي لا فائدة من قول الضِّياء: "لا أرى بسنده بأسًا"، ولا في قول العِراقي أو ابنِه أبو زُرْعة في (طرح التثريب ٢/ ٦٨): "والنَّضْر بن أنس ثقةٌ"، فتنبَّه. ولذلك جزم البَيْهَقي في صدر الحديث بأنه حديثٌ ضعيف، والله أعلم" (الضعيفة ٥/ ٤٩٣).