الأولى: عبد الله بن محمد بن يعقوبَ البخاري، يُعرَف بالأستاذ؛ قال الحاكم:"سمِعتُ أبا أحمدَ الحافظَ يقول: كان عبد الله بن محمد بن يعقوب الأستاذ يُثَبِّج الحديثَ (١) "، قال الحاكم: ولست أرتاب فيما ذكره أبو أحمدَ من حاله، فقد رأيت في حديثه عن الثقات من الأحاديث الموضوعة ما يَطول بذِكره الكتابُ، وليس يخفى حالُه على أهل الصنعة" (القراءة خلف الإمام للبيهقي ص ١٧٨).
ورماه أيضًا بوضع الحديث أبو سعيد الرَّوَّاسُ وغيرُه، وضعَّفه أبو زُرْعة أحمد بن الحسين الرازي، وقال الحاكم أيضًا: "هو صاحب عجائبَ وأفرادٍ عن الثقات، سكتوا عنه"، وقال الخطيب: "صاحب عجائبَ ومناكيرَ وغرائبَ، وليس بموضع الحُجَّة"، وقال الخليلي: "له معرفة بهذا الشأن، وهو ليِّنٌ، ضعَّفوه، حدثنا عنه المَلَاحِمي وأحمدُ بن محمد البصيرُ بعجائبَ" (الميزان ٢/ ٤٩٦)، و (اللسان ٤٤٣٠).
وبه أعلَّه السُّيوطي، فذكره الحديث في (الزيادات على الموضوعات) المسمَّى بـ (ذيل اللآلئ ٤٥٩)، وقال: "عبد الله بن محمد بن يعقوبَ البخاري قال في (الميزان): "متَّهَم بوضع الحديث"، وقال في (المغني): "يأتي بعجائبَ واهيةٍ"، وقال الخليلي:"حدَّثُونا عنه بعجائبَ" اهـ.
وتبِعه الفَتَّنِي، فذكر الحديث في (تذكرة الموضوعات ص ٣٢) وقال: "فيه
(١) أي: لا يأتي بالحديث على وجهه، انظر (شفاء العليل بألفاظ وقواعد الجرح والتعديل).