وقال الحافظ:"بل هو منقطعٌ بين سالم وثوبان، وإسنادُ ابنِ حبانَ أوصل منه"(إتحاف المهرة ٣/ ٣٣).
وقال المنذري:"رواه ابنُ ماجه بإسنادٍ صحيحٍ"(الترغيب ٣١١)!
فتعقبه الحافظ برهان الدين الناجي؛ فقال: ((هو من رواية سالم بن أبي الجعد عن ثوبان، وله علةٌ عَقَّبَهُ بها صاحب الأطراف فيه بعد أن ذكره وكفانا المؤنة، فقال:"قال أحمد بن حنبل: لم يسمع سالم من ثوبان، بينهما معدان"، يعني: ابنَ أبي طلحة اليعمريَّ، أي: أنه أرسلَهُ عنه، وقال في (تهذيب الكمال) في ترجمةِ سالمٍ هذا: "قال الذهلي عن أحمد: لم يسمع سالم من ثوبان، ولم يلقه، بينهما معدان بن أبي طلحة، وليستْ هذه الأحاديث بصحاح")) (عجالة الإملاء ١/ ٣٢٥ - ٣٢٧).
ولعله لهذه العلة ضَعَّفَهُ النوويُّ في (الخلاصة ٢٢٦).
ولكن للحديث طريقان آخران يصحُّ بهما كما تقدَّمَ.
الطريقُ الرابعُ: سلمانُ بنُ شمير الألهانيُّ، عن ثوبانَ:
رواه تمام في (الفوائد ٧٨١) عن أبي الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البجلي، ثنا محمد بن أحمد بن زرقان المصيصي بدمشق سنة تسع وستين ومئتين، ثنا حجاج بن محمد الأعور، ثنا حريز بن عثمان الرحبي عن سلمان بن شمير الألهاني عن ثوبان به.
وفيه محمد بن أحمد بن زرقان المصيصي ذكره ابن ماكولا في (الإكمال ٤/ ١٨٤)، وابن عساكر في (تاريخه ٥١/ ٤٠)، وابن ناصر في (توضيح المشتبه ٤/ ٢٩٠)، والذهبي في (تاريخ الإسلام ٣٨٠) ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا.