يعني: شُفَيَّ بنَ مَاتِعٍ، وهو ثقةٌ، ولكن لم يعتمده المزيُّ، إذ لم يُعَلِّمْ لشُفَيٍّ علامةَ مسلمٍ، بينما ذكرَ في ترجمةِ أبي عثمان قول أبي بكر بن منجويه: يشبه أن يكون سعيد بن هانئ الخولاني المصري" (التهذيب ٧٥٠٧).
وذَكَرَ ابنُ حَجرٍ قولَ ابنِ حِبَّانَ: "أبو عثمان هذا يشبه أن يكون حريزُ بنُ عثمانَ الرحبيُّ" (الصحيح ١٠٥٠).
قال العلامةُ الألبانيُّ: "وكلاهما ثقة؛ فالتردد بينهما لا يضرُّ" (صحيح أبي داود ١٦٢).
ولذا قال: "إسنادُهُ صحيحٌ" (صحيح أبي داود ١/ ٢٩٩/ ١٦٢).
قلنا: كيفما كان فلا يضرُّ؛ لأنه متابَع كما سبقَ.
وقد رُوِي هذا الحديثُ من طرقٍ أُخرَى:
فرواه ابنُ ماجه (٤٧٣) من طريق أبي بكر بن عياش، وأبو نعيم في (صفة الجنة ١٦٣)، وابن عبد البر في (التمهيد ٧/ ١٩٠) من طريق أبي الأحوص، وأبو نعيم في (تاريخ أصبهان ١/ ١٢٢) من طريق سعيد بن يسار، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن عطاء البَجَلي، عن عقبة بن عامر الجهني، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ، فَيُحْسِنُ الوُضُوءَ، ثُمَّ يَقُولُ [عِنْدَ فَرَاغِهِ مِنْ وُضُوئِهِ]: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ [وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ]، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ».
وهذا السندُ معضلٌ، وله قصةٌ سنذكرها تحتَ رواية الحاكم الآتية قريبًا.
ورواه الطبرانيُّ في (مسند الشاميين ١٧٦) عن محمد القلزمي عن عبدةَ