فقال:"هذا الحديثُ لم يخرجه أحدٌ مِن أصحابِ الكتبِ الستةِ، وأبو شيبةَ لم يذكرْهُ الحاكمُ في كتابِهِ الأسامي والكنى"(معجم الشيوخ ٦٣١)؛ ولذا قال الذهبيُّ في تلاميذِ بُكيرِ بنِ شهابٍ:"وأبو شيبة، شيخٌ لسلم بن سالم البلخي"(تاريخ الإسلام ١٠/ ٩٥ = ٤/ ٣١٧).
الثالثة: سلْم بن سالم البلخي، ضَعَّفه ابنُ معين وعامةُ النقادِ؛ ولذا قال الخليليُّ:"أجمعوا على ضَعْفِهِ"، وقال ابنُ الجوزيِّ:"اتفقَ المحدثونَ على تضعيفِ رواياتِهِ"(اللسان ٤/ ١٠٧).
قلنا: وقد تُكلِّم في صدقِهِ أيضًا، فقال ابنُ حبانَ:"كان ابنُ المباركِ يُكذبه"(المجروحين ١/ ٤٣٧)، وقال أحمد بن سيار الحافظ:"كان يَروي أحاديثَ ليستْ لها خُطُم ولا أَزِمة، شبيهةٌ بالموضوعِ، ذُكر لنا أن ابن المبارك دفع إليه حديثًا، وقيل له: "روى عنك سلم بن سالم"، فرَمَاهُ بالكذبِ، فأرادوه على الكَفِّ، فقال: فإلى متى؟ "(تاريخ بغداد ٤٧٥٥ = ٤٧٠٨)، وقال أبو زرعةَ:"لا يُكتبُ حديثُهُ، كان مرجئًا وكان لا -وأومأ بيده إلى فيه-" قال ابنُ أبي حَاتمٍ: يعنى: لا يصدقُ. (الجرح والتعديل ٤/ ٢٦٦).
ولذا ذكرَ السيوطيُّ هذا الحديثَ في (الزيادات على الموضوعات ٤٨٢) وقال: "سلم بن سالم البلخيُّ ليسَ بشيءٍ، وهو صاحبُ حديث العدس"، هكذا لم يعله إلا بسلم، وتبعه ابن طاهر الفتني في (تذكرة الموضوعات/ صـ ٣٧)، وابن عراق في (تنزيه الشريعة ٢/ ١١٨)، والشوكاني في (الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ٤٢).
[تنبيه]:
قال السيوطيُّ في (الدر المنثور ١١/ ٢٧٠): "وأخرجَ ابن أبي الدنيا في