ورواه محمد بن عبد الرحمن النميري في (الإعلام بفضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والسلام ٢٧٦) من طريق علي بن عبد العزيز، به مختصرًا (١).
وهذا سند تالف؛ فيه ثلاث علل:
الأولى: علي بن زيد بن جدعان، فهو ضعيفٌ كما سبقَ مِرارًا.
الثانية: الوزير بن عبد الرحمن، إن كان هو الجزريُّ، فقد اتَّهمه أبو زرعة، وقال ابنُ مَعينٍ:"ليس بشيءٍ"، وقال أبو حاتم:"مجهولٌ"(اللسان ٨٣٤٠). وإن كان غيرُهُ فلم نجدْ له ترجمةً، ولعلَّه أحدُ المجاهيلِ الذين روى عنهم مروانُ الفَزاريُّ، فقد قال فيه ابنُ المدينيِّ:"ثقةٌ فيما رَوى عنِ المعروفين"، وضَعَّفَهُ فيما رَوى عنِ المجهولين، وقال ابنُ نُميرٍ:"كان يلتقطُ الشيوخَ من السككِ"، وقال العجليُّ: "ثقةٌ ثبتٌ، ما حَدَّثَ عنِ المعروفين
(١) مقتصرًا على قوله: «إِنِّي رَأَيْتُ البَارِحَةَ عَجَبًا، رَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي يَزْحَفُ عَلَى الصِّرَاطِ مَرَّةً وَيَحْبُو مَرَّةً وَيَتَعَلَّقُ مَرَّةً؛ فَجَاءَتْهُ صَلَاتُهُ عَلَيَّ، فَأَخَذَتْ بِيَدِهِ؛ فَأَقَامَتْهُ عَلَى الصِّرَاطِ حَتَّى جَاوَزَهُ»، وكتب بإثره: "مختصر"، كما اقتصر الطبرانيُّ في الموضع الأول من (الدعاء) على قوله: «رَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي انْتَهَى إِلَى أَبْوَابِ الجَنَّةِ، فَغُلِّقَتِ الأبْوَابُ دُونَهُ، فَجَاءَتْ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَا اللَّهُ، فَأَخَذَتْ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَتْهُ الجَنَّةَ»، وفي الموضع الثاني على قوله: «رَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي قَدِ احْتَوَشَتْهُ الشَّيَاطِينُ، فَجَاءَهُ ذِكْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَخَلَّصَهُ مِنْهُمْ».