وابنُ جدعانَ ضعيفٌ كما سبقَ، وقد رُوي عنه من طُرُقٍ أُخرى واهيةٌ، لا يُفرحُ بها، منها:
الوجه الثاني:
أخرجه ابنُ شاهينَ في (الترغيب ٥٢٦)، وقوامُ السنةِ في (الترغيب ٢٥١٨) من طريقِ حمادة بنت شهاب الأسدية أم بدر الجوهرية، قالت: حدَّثني أبو عبد الله المدنيُّ، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، به.
وهذا إسنادٌ وَاهٍ مظلمٌ؛ فعليٌّ هو ابنُ جدعان، وحمادة وشيخها لم نجدْ مَن تَرجَمَ لأي منهما، وجزمَ الألبانيُّ بأن شيخها هو المترجمُ في (المغني ٧٥٨٠)، والقائل فيه الذهبي:"مجهولٌ".
الوجه الثالث:
رواه ابنُ حِبَّانَ في (المجروحين ٢/ ٣٨٥) -ومن طريقه ابنُ الجوزيِّ في (العلل ١١٦٦) -، وبَحْشَلٌ في (تاريخ واسط، صـ ١٦٩، ١٧٠)، وابنُ بِشْرَانَ في (الأمالي ٢٥٠)، والكَلَابَاذِيُّ في (بحر الفوائد ١١٤٣) من طريق أبي الهذيل مخلد بن عبد الواحد، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، به.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ قال ابنُ حِبَّانَ:"مخلد بن عبد الواحد .. منكرُ الحديثِ جدًّا، ينفردُ بأشياءَ مناكير لا تشبه حديث الثقات، فبطَل الاحتجاج به فيما وافقهم منَ الرواياتِ، وهو الذي روى عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة ... وذكر حديثًا طويلًا مشهورًا تركتُ ذِكْرَهُ لشُهْرَتِهِ"(المجروحين ٢/ ٣٨٥).