للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الفضل بن دُكَيْن مكة سنة ثمان عشرة ومائتين، اجْتَمَعَ إِلَيهِ أَصْحَابُ الحَدِيثِ فَقَالُوا: لَا نُفَارِقُكَ حَتَّى تَمُوتَ هَزْلًا أَو تُحَدِّثَنَا بحديثِ الارْتِجاجِ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ: مَا كَتَبْتُهُ (١) وَلا حَفِظْتُهُ وَلا دَوَّنْتُهُ فِي كُتُبِيْ، فقالُوْا: لا نُفارِقُك أَوْ تَمُوتَ هَزْلًا، فَلَمَّا خَافَ عَلَى نَفْسِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفيانُ الثَّورِيُّ، عَنْ منصُورٍ، عنْ رِبْعِيٍّ، عنْ حُذَيفةَ قَالَ: ((صَلَّى بِنَا رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الصُّبْحِ ... الحديث.

ورواه الديلميُّ في (مسند الفردوس) من طريقِ السوطيِّ به.

فمداره عندَ الجميعِ على الحسينِ بنِ محمدِ بنِ إسحاقَ السوطيِّ به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ مظلمٌ؛ فيه الحسينُ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ السوطيُّ، قال فيه الخطيبُ: " كان كثيرَ الوهمِ، شنيعَ الغلطِ ... وقد رأيتُ لابنِ السوطيِّ أوهامًا كثيرةً تدلُّ على غَفْلتِهِ" (تاريخ بغداد ٨/ ٦٧٣).

وشيخُهُ محمدُ بنُ الفرخان بن روزبه أبو الطيب الدوريُّ، قال الخطيبُ: "حَدَّثَ عن أبيه وأبي خليفةَ وغيرِهِما بأحاديثَ منكرةٍ. ثم قَالَ: "وكان غيرَ ثِقةٍ وذكر له حديثًا ثم قَالَ: "وهذا الحديثُ منكرٌ جدًّا، عجيبُ الإسنادِ، لم أكتبْهُ إلا من هذا الوجهِ، وما أبعد أن يكونَ من وضعِ ابنِ الفرخانِ. وقد ذَكَرَ لي بعضُ أصحابنا أنه رأى لمحمد بن الفرخان أحاديثَ كثيرةً منكرةً بأسانيدَ واضحةٍ عن شُيوخٍ ثقاتٍ" (تاريخ بغداد ٤/ ٢٨١).

وبه أعلَّه المُناويُّ فَقَالَ: "فيه محمد بن الفرخان، قال الخطيبُ: غير ثقة. وفي (الميزان): خبرٌ كذبٌ. وعبد الله بن ميمون مجهولٌ" (فيض القدير


(١) في (المتفق): "ما كتبه"، وما بين المعقوفين من (الطيوريات).