قال الحافظُ:"وبِشْرٌ مجهولٌ"(الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع، صـ ٩٤).
الطريق الثاني: أخرجه أبو يعلى (٤٢٩٣) -ومن طريقه ابن عساكر (٩/ ٣٤٤) -، عن منصور بن أبي مزاحم حدثنا عمر بن أبي خليفة عن ضرار بن مسلم قال: سمعته ذكره: عن أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعًا به.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه: ضرارُ بنُ مسلمٍ؛ لم يَعرِفْهُ ابنُ حَجرٍ كما في (اللسان ٥٦١٠)، ولم نجدْهُ في غير هذا الموضع. فأما ابنُ حِبَّانَ فذكره في (الثقات ٤/ ٣٩٠)! ! على عادته في توثيق المجاهيل، ولم يذكرْ في الرواةِ عنه غير عمر بن أبي خليفة.
وعمر هذا مختلفٌ فيه، فقال أبو حاتم:"صالحُ الحديثِ"(الجرح والتعديل ٦/ ١٠٦)، وقال عمرو بن علي:"حدثنا عمر بن أبي خليفة من الثقات"(التهذيب ٢١/ ٣٣٢)، وذكره ابنُ خَلْفُونَ في الثقات كما في (الإكمال ١٠/ ٤٧).
بينما قال فيه العقيليُّ:"منكرُ الحديثِ"(الضعفاء ٣/ ١٦)، وقال ابنُ عَدِيٍّ:"يُحَدِّثُ عن محمد بن زياد القرشي مما لا يوافقه أحدٌ عليه، وعمر بن أبي خليفة لم أرَ للمتقدمين فيه كلامًا"(الكامل ٧/ ٣٢٦)، وقال الحافظُ:"مقبولٌ"(التقريب ٤٨٩١)، وفرَّقَ في (اللسان ٥٦١٠) بينه وبين الذي تَكلَّمَ فيه العقيليُّ.
وزعم ابنُ حِبَّانَ أنه هو عمر بن حفص العبدي (المجروحين ٢/ ٥٥)، وتابعه على ذلك ابنُ الجَوزيِّ في (الضعفاء والمتروكون ٢/ ٢٠٦)، وهو خطأٌ، قال الدارقطنيُّ: "غلط أبو حاتم في هذا، هما رجلان: عمر بن حفص