الرفعَ زيادةٌ، وهي مِن ثقةٍ فهي مقبولةٌ)) (الصحيحة ٢٥٢).
قلنا: ولكن اختُلف على يحيى بن أيوب نفسه في رفعه، فقد رواه عبد الله بن المبارك في (الزهد/ رواية أبي نعيم ٤٣١) قال: أخبرنا يحيى بن أيوب الكوفي البجلي قال: سَمعتُ رجلًا يُحَدِّثُ عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، سَمِعَ أبا هريرةَ يقولُ:((الحِلْيَةُ تَبْلُغُ حَيْثُ انْتَهَى الوُضُوءُ)).
وقد عَلَّقَهُ ابنُ عبدِ البرِّ في (التمهيد ٢٠/ ٢٦٢) فقال: قال ابن المبارك وأخبرنا يحيى بن أيوب ... فذكره.
فأوقفه ابن المبارك وأدخلَ رجلًا بين يحيى بن أيوب وجده أبي زرعة.
قلنا: فهذه الروايةُ هي الأرجحُ فإن ابنَ المباركِ معروفٌ بالروايةِ عن يحيى بن أيوب بخلاف علي بن مسهر، فقد قال يحيى بن معين:"سمع منه عبد الله بن المبارك، وليس به بأس"(تاريخ ابن معين رواية الدوري ١٤٣٤).
ويؤيده ما رواه أبو عبيد في (الطهور ٢٥) قال: ثنا يزيد بن هارون، عن شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح، وعن أبي التياح، عن أبي زرعة، قال: قال أحدُهما: «كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَتَوَضَّأُ عَلَى نِصْفِ السَّاقِ»، فقال الآخرُ:«كَانَ يَتَوَضَّأُ إِلَى العَضُدِ»، وقال:«إِنَّ الحِلْيَةَ تَبْلُغُ إِلَى مَوَاضِعِ الوضُوءِ».
وإسنادُهُ صحيحٌ، نعم، رواه مسلمٌ مرفوعًا من طريق أبي حازم عن أبي هريرة.