وقال أبو حاتم -لما سأله ابنه عن هذا الحديث-: "إنما هو عن يحيى عن سالم سبلان عن عائشة"(علل ابن أبي حاتم ١٩٤).
وقال الحافظُ ابنُ عبدِ البرِّ:"وهذا خطأٌ، والله أعلم، والصوابُ في هذا الحديثِ عن يحيى بن أبي كثير ما رواه عنه الأوزاعيُّ وحرب بن شداد وحسين المعلم وشيبان، فإنهم اتفقوا فيه فرووه عن يحيى عن سالم عن عائشةَ ... وقال: وأما رواية أيوب بن عتبة عن يحيى عن أبي سلمة عن معيقيب فخطأ لا شك فيه والله أعلم، وأيوب بن عتبة ضعيفٌ جدًّا، والصواب فيه ما رواه الأوزاعي ومن تابعه"(تمهيد ٢٤/ ٢٤٨ - ٢٤٩).
الثاني: الأوزاعي، عن يحيى به:
أخرجه الطبرانيُّ في (الكبير ٨٢٣) عن عبد الله بن وهيب الغَزي، ثنا محمد بن أبي السَّري، ثنا مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير به.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ أيضًا؛ فيه: محمد بن أبي السري؛ وَثَّقَهُ ابنُ مَعينٍ. وقال أبو حاتم:"لَيِّن الحديث"، وقال ابنُ عَدِيٍّ:"كثير الغلط"، (تهذيب الكمال ٢٦/ ٣٥٥)، وقال الذهبيُّ:"له أحاديث تُستنكرُ"(الميزان ٤/ ٢٤). وقال عنه الحافظ:"صدوقٌ عارف له أوهام كثيرة"(تقريب ٦٢٦٣).
والصحيحُ عنِ الأوزاعيِّ ما رواه عن يحيى عن سالم مولى دوس عن عائشةَ كما تقدم.
[تنبيه]:
وقعَ عند الطبرانيِّ (٨٢٣) في المطبوع عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي كثير، عن أبي سلمة به. وهذا خطأٌ، والصوابُ ما أثبتناه. والله أعلم.