للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أبيه، أَنَّ عُمَرَ أَتَى الغَائِطَ ثُمَّ خَرَجَ فَأُتِيَ بِطَعَامٍ، فَقِيلَ لَهُ: أَلَا تَتَوَضَّأُ؟ فَقَالَ: «إِنَّمَا أَسْتَطِيبُ بِشِمَالِي، وَإِنَّمَا آكُلُ بِيَمِينِي»

فتبينَ أن هذه الجملة عند سفيان بإسنادٍ آخر عن عمرَ رضي الله عنه موقوفًا.

وكذا رواه ابنُ أبي شيبةَ (١٦٢٧، ٢٤٩٥٠) عن حفص بن غياث، عن هشام، عن أبيه، قال: خَرَجَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ مِنَ الخَلَاءِ، وَأُتِيَ بِطَعَامٍ، فَقَالُوا: نَدْعُو بِوَضُوءٍ؟ فَقَالَ: «إِنَّمَا آكُلُ بِيَمِينِي، وَأَسْتَطِيبُ بِشِمَالِي»، فَأَكَلَ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً.

ورواه الفضلُ بنُ دُكَيْن في (الصلاة ١٦٥) عن الثوريِّ، عن هشام بن عروة، به نحوه.

فأدخل يونس حديث عمر في حديث ابن عباس!

ولذا قال الدارقطنيُّ: "تَفَرَّدَ به بهذه الألفاظ يونس بن عبد الأعلى عن ابن عيينة ... وإنما روى سفيان هذا اللفظ عن هشام بن عروة عن أبيه، أن عمر قال ذلك" (أطراف الغرائب والأفراد ١/ ٤٤٣/ ٢٤١٤).

قلنا: ولكن ذكر ابن دقيق العيد في (الإمام ٢/ ٤٣١) أن أبا جعفر الطبريَّ أخرجه عن أبي كُرَيْب، وأحمد بن محمد الدولابي، وغيرهما، عن ابن عيينة، به مع الزيادة بلفظ: "فقيل له: ألا تتوضأ؟ فقال: "إنما استطبت بشمالي، وإنما آكل بيميني".

ولم نقفْ على هذا الحديثِ في كتب الطبري المطبوعة. ويحتمل أن يكون المبهم في قوله: "وغيرهما" هو يونس بن عبد الأعلى، فهو من شيوخِ الطبريِّ، وحينئذٍ يحتمل أن الطبريَّ جمع بينهم في الرواية واللفظ ليونس، وقد بَيَّنَ الدارقطنيُّ أنه المنفرد به.