الأول: اختُلفَ في عمرو بن عامر الراوي عن أنس، أهو (البجلي) والد أسد بن عمرو كما ستأتي الرواية بذلك عند أبي داود، أم هو (الأنصاري) كما وقع عند الترمذي، أم هما واحد؟
فمالَ أبو داود إلا أنه والد أسد بن عمرو. فقد سأله الآجري فقال:"قلت لأبي داود: عمرو بن عامر روى عن أنس؟ قال: هذا أبو أسد بن عمرو ... ثم أورد سند الحديث"(سؤالات الآجري لأبي داود ٤٦٣).
"وكذلك قال أبو القاسم في (الأطراف) في مسند أنس: عمرو بن عامر الأنصارى والد أسد بن عمرو عنه. تبع أبا داود في ذلك"(تهذيب الكمال ٢٢/ ٩٤).
فتعقبهما المزيُّ فقال:"وقد وهما جميعًا، فإن والد أسد بجلي، وليس بأنصاري، وهو متأخر عن طبقة الأنصاري، ومَن نظرَ من أهل المعرفة في رجال هذا ورجال هذا تَبَيَّنَ له صحة ما ذكرنا، والله أعلم"(تهذيب الكمال ٢٢/ ٩٤).
ولكن الحافظ تعقب المزي فقال:"مثل أبي داود لا يُرد قوله بلا دليلٍ"(تهذيب التهذيب ٨/ ٦٠).
قلنا: ذكر البخاريُّ الحديثَ في ترجمة عمرو بن عامر الأنصاري من (التاريخ الكبير ٦/ ٣٥٦) وقال: سمع أنسًا، وذكر -عقبه- ترجمةَ والد أسد بن عمرو، مما يرجح ما قاله المزيُّ رحمه الله، وكذا فعلَ ابنُ أبي حاتم في (الجرح والتعديل ٦/ ٢٤٩ - ٢٥٠).
ومع ذلك مالَ الشيخُ الألبانيُّ إلى أنهما واحد فقال: "ويؤيدُ ما ذهبَ إليه