يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن إسحاق: حدثني محمد بن يحيى بن حبان، وقد رواه زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن يحيى بن حبان" (المختارة ٩/ ٢٦٧).
وثَمَّ جوابٌ آخرُ اغْفِلَ عنه من أشار إلى هذه العلة، وهي أنها جاءتْ من قِبَلِ محمد بن حميد الرازي، وقد تقدم القولُ فيه، وأنه متهمٌ فيما ينقلُ، والله أعلم.
خلاصة ما سبق:
بعد هذا العرض المفصل لطرق الحديث، قد تَبَيَّنَ أن مدارَها على محمد بن إسحاق، وقد اختُلِفَ عليه اختلافًا شديدًا في سنده ومتنه كما تقدم؛ ولذا قال أبو موسى المديني: "واختُلف في إسنادِهِ على وجوهٍ" (اللطائف).
وقد سبقه إلى ذلك ابن منده، كما نقله عنه ابن عساكر في (تاريخ دمشق)، وسبقهما إلى ذكر الخلاف البخاري في (التاريخ الكبير ٥/ ٦٧)، وكذا أبو داود حيثُ قال عقب إخراجه: "إبراهيم بن سعد رواه، عن محمد بن إسحاق، قال عبيد الله بن عبد الله".
وقال المزي: "وقد اختُلف فيه على محمد بن إسحاق ... " (تهذيب الكمال ١٤/ ٤٣٨).
ومع هذا الاختلاف الشديد فقد انفردَ ابنُ إسحاقَ بكونه أمر بالسواك لكل صلاة، مخالفًا بذلك ما جاء في الصحيحين أنه قال:«لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ»، وابنُ إسحاقَ لا يتحملُ ذلك، كما هو معلومٌ.
إلا أن يُقالَ: إن ذلك خاصٌّ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم كما ذهبَ إليه جماعةٌ، ويجابُ عنه بما ذكره العراقي في (طرح التثريب ٢/ ٧٠)، والقسطلاني في (المواهب