وقال الذهبيُّ:"أدركَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وَصَحِبَهُ، ورَوى عنه، وهو من صغارِ الصحابةِ"(تاريخ الإسلام ٢/ ٦٥٦)، وقال أيضًا:((وقد رَأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَطُوْفُ بِالبَيْتِ عَلَى نَاقَةٍ)) (سير أعلام النبلاء ٣/ ٣٢١)،
وقال إبراهيم بن المنذر: ((تُوفي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وله سبع سنين" (تاريخ الإسلام ٢/ ٦٥٦).
وقال ابن حجر: "له رؤيةٌ" (التقريب ٣٢٨٥)، وقال في (الإصابة ٦/ ١٠٩): "قد حفظ عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ورَوى عنه".
قلنا: ومجرد رؤيته للنبيِّ صلى الله عليه وسلم تكفي لبلوغه شرف الصحبة عند الجمهور، ولكنه لم يسمعْ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فحديثُهُ مرسلٌ، كما قال ابنُ عبدِ البرِّ.
وهل يُعَدُّ مرسلُهُ حجةٌ كمراسيلِ بقية الصحابة الذين سمعوا من النبيِّ صلى الله عليه وسلم؟
قال ابنُ حَجرٍ في (نكته على كتاب ابن الصلاح): "قد وُجِدَ في منقولاتٍ كثيرةٍ أنَّ الصحابةَ من النساءِ والرجالِ كانوا يُحضرونَ أولادهم إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يتبركون بذلك، لكن هل يلزمُ من ثُبوتِ الرؤيةِ له الموجبة لبلوغه شريف الرتبة بدخوله في حَدِّ الصحبةِ، أن يكون ما يرويه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لا يُعَدُّ مرسلًا؟
هذا محل نظر وتأمل. والحقُّ الذي جَزَمَ به أبو حاتم الرازي وغيره من الأئمة أن مرسلَهُ كمرسلِ غيره، وأن قولَهم:(مراسيل الصحابة رضي الله عنهم مقبولة بالاتفاق إلا عند بعض من شذ) إنما يعنون بذلك من أمكنه التحمل والسماع، أما من لا يمكنه ذلك فحكم حديثه حكم غيره من المخضرمين الذين لم يسمعوا من النبيِّ صلى الله عليه وسلم. والله أعلم" (النكت ٢/ ٥٤١). وانظر أيضًا (فتح الباري ٧/ ٣ - ٤)، و (الإصابة ١/ ١٢ - ١٣).