للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الجَنَابَةُ مِنَ اللَّيْلِ، فَسَأَلَ عن ذلك. وقد تَقَدَّمَ تخريجُهُ قريبًا.

بل قد خولف البكائي وعبد الملك وسعيد بن سفيان في وصله من طريق ابن عون، فروى النسائيُّ الحديثَ في (الكبرى ٩٢١٠) فقال: أخبرنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا يزيد -وهو ابنُ زريع- قال: حدثنا ابن عون، عن نافعٍ قال: أَصَابَ ابنَ عُمَرَ جَنَابَةٌ، فَأَتَى عُمَرَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَأَتَى عُمَرُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَأْمَرَهُ، فَقَالَ: «يَتَوَضَّأُ وَيَرقُدُ».

وهذه الروايةُ المرسلةُ هي الأصحُّ على ابن عون، فالراوي عنه يزيد بن زريع، ذكره الدارقطنيُّ ضمنَ أصحاب أصحاب ابن عون الرفعاء (سؤالات ابن بكير للدارقطني ٣٦).

بل قال فيه يحيى بن سعيد القطان: "لم يكن ها هنا أحدٌ أثبتُ من يزيد بن زُريع".

وقال أحمد بن حنبل: "إليه المنتهى في التثبتِ بالبصرةِ"، وقال: "كان ريحانة البصرة " (تهذيب الكمال ٢٢/ ١٢٧).

وقال الدارقطنيُّ في (العلل ٩٥): وأما حديثُ ابن عون فرواه عبد الملك بن الصباح وزياد البكائي، فذكرا فيه ابن عمر، وتابعهما معتمر.

وخالفهما يزيد بن زريع، وسليم بن أخضر، وأشهل بن حاتم، والنضر بن شُميل، فرووه عن ابن عون، عن نافع، أن عمر مرسلًا " اهـ.

فروايتُهُ مقدمةٌ بلا شَكٍّ في ابنِ عَونٍ، وقد تابعه جماعة على الارسال كما قال الدارقطني، غير أن هذا اللفظ هو من ابن عون نفسه، حيثُ اختلف فيه كما سبقَ، وقد قال الدارقطنيُّ في حديثٍ اختلف عليه: "والخلافُ فيه من قِبل ابن عون؛ لأنه كان كثير الشك" (العلل ١٥/ ٧٢).