قال ابن عبد البر:((وقد رُوِيَ هذا الحديث أيضًا عن النبي عليه السلام من حديث الفراسي رجل من بني فراس من بني مدلج بإسناد ليس بالقائم ... والفراسي مذكور في الصحابة غير معروف)) (الاستذكار ١/ ١٥٩).
وتعقبه ابن دقيق العيد، في ((الإمام)) فقال: ((إنْ كان مراد أبي عمر: مجهول الحال، مع إثبات كونه من الصحابة، فقد اشتهر بين أرباب الأصول والحديث أن ذلك لا يضرُّ، لعدالة جميع الصحابة رضي الله عنهم. وإن أراد: مجهول الصحبة، فقد أثبت البخاري صحبته فيما حكاه أبو عيسى الترمذي، فيما ذُكر عنه مضافًا إلى كتاب العلل)) (الإمام ١/ ١٠٩). وأقرَّه ابن الملقن في (البدر المنير ١/ ٣٦٤).
الثاني:
وقع عند الطحاوي في (المشكل ٤٠٣٩) من رواية عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، عن جدّه، عن يحيى به إلى بكر بن سوادة:((عن أبي معاوية العلوي عن مسلم بن مخشي))! .
هكذا رواه عبد الله بن محمد حفيد سعيد بن أبي مريم، عن جدّه، وهو وهم، والصواب:((عن أبي معاوية مسلم بن مخشي))، هكذا رواه أبو عبيد، عن سعيد، به.
والوهم فيه من عبد الله حفيد سعيد؛ فإنه مغفل يُحدِّث بالبواطيل، راجع ترجمته في (اللسان ٤٤٠٥).
ويؤكد ذلك أنَّ أهل العلم ذكروا أن مسلمًا هذا لم يروِ عنه إلَّا بكر.
قال عبد الحق الإشبيلي: ((حديث الفراسي، لم يروه عنه - فيما أعلم - إلَّا