عن هذا الحديثِ، فقال:"ليس في هذا البابِ حديثٌ أحسن عندي من هذا، ورباحُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ أبي سفيانَ، عن جدته، عن أبيها، أبوها سعيد بن زيد"(علل الترمذي ١٦).
قال الصَّنعانيُّ:"لكنه ضعيفٌ؛ لأن في رواته مجهولَين"(سبل السلام ١/ ٧٥).
قلنا: فقولهم: "أصحُّ شيءٍ في البابِ"، و"أحسنُ شيءٍ في البابِ" لا يقتضى الصحةَ والحُسن، وإنما يُقصدُ به: أَصَحُّ الضعيفِ أو أَحْسَنُه مقارنةً بغيرِهِ.
ولذا قال ابنُ القَطَّانِ:"فقد يوهم فيه أنه حسَن، وليس كذلك، وما هو إلا ضعيفٌ جدًّا، وإنما معنى كلام البُخاريِّ: إنه أحسن ما في البابِ على علته"(بيان الوهم والإيهام ٣/ ٣١٣).
٣، ٤ - أبو زُرْعةَ وأبو حاتم، قالا:"ليس عندنا بذاك الصحيح، أبو ثِفالٍ مجهولٌ، ورَباحٌ مجهولٌ"(علل ابن أبي حاتم ١٢٩).
٥ - البَزَّارُ؛ قال:"فالخبرُ من جهةِ النقلِ لا يثبُتُ"(الإمام لابن دقيقِ العيدِ ١/ ٤٤٨).
وقال أيضًا:"وحديثُ ابنِ حَرْمَلةَ رواه جماعةٌ ثقات، وأبو ثِفالٌ مشهورٌ، ورَباحٌ وجدته لا نعلمهما رَوَيَا إلا هذا الحديث"(شرح ابن ماجَهْ لمُغْلَطاي ١/ ٣٤٠).
٦ - ابنُ حِبَّانَ؛ إذ قال في ترجمة (أبي ثفال المري): "ولكن في القلبِ من هذا الحديثِ؛ لأنه قد اختُلِفَ على أبي ثِفَالٍ فيه"(الثِّقات ٨/ ١٥٨).
قلنا: وإذا كان هذا الاختلافُ هو علة الحديثِ فحسْبُ، فليستْ بمؤثرةٍ؛