للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أبو موسى من حديثِ أُبَيِّ بنِ سهلٍ ... وأُبَيٌّ أثنَى عليه جماعةٌ، وخرَّج البُخاريُّ حديثَه في (صحيحه)؛ فصَحَّ الحديثُ على هذا، والله الموفق" (شرح ابن ماجَهْ ٥/ ٣٦٤).

قلنا: وهذا فيه نظرٌ كبيرٌ فضلًا عما سبقَ، ففي الطريقِ إلى أُبَيِّ بنِ عبَّاسٍ مجهولان، فكيف يَصِحُّ الحديثُ مع ذلك؟ ! ! بل لا يصحُّ الجزمُ بمتابعةِ أُبَيٍّ؛ لأنها لم تثبتْ عنه.

ثُمَّ إن أُبَيَّ بنَ سَهْلٍ نفْسَه ضعيفٌ كما سبقَ، ضعَّفَه أحمدُ، وابنُ مَعِينٍ، والنَّسائيُّ، والعُقَيليُّ.

والبُخاريُّ لم يُخَرِّجْ له سوى حديثٍ واحدٍ، كما في (هدي الساري صـ ٣٨٩).

وقد قال البُخاريُّ نفْسُه فيه: "ليس بالقوي" (تهذيب التهذيب ١/ ١٨٦)،

فأما قولُ ابنِ حَجَرٍ عَقِبَ طريقِ أُبَيٍّ: "هذا حديثٌ غريبٌ، أخرجه ابنُ ماجَهْ من رواية عبد المهيمن ... وعبدُ المهيمنِ ضعيفٌ، وأخوه أُبَيٌّ الذي سُقْتُه مِن روايته أقوى منه" (النتائج ١/ ٢٣٣).

فإنما قوَّاه هنا مقارنةً بأخيه، ولم يُرِدْ تقويتَه مطْلقًا، كيف وقد اعتَمَد القولَ بضعفه في (التقريب ٢٨١)؟ .

هذا، وقد رُوِيَ الحديثُ عن عددٍ منَ الصحابةِ كما سبقَ، ولم يَرِدْ في رواياتهم على كثرتها ما ذكر هنا من قوله: «وَلَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ [فِي صَلَاتِهِ]، وَلَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا يُحِبُّ الأَنْصَارَ».

فهذا مِن مناكيرِ عبدِ المهيمنِ؛ ولذا ضعَّفَه الألبانيُّ في (الضعيفة ٤٨٠٦).