ورواه الذَّهَبيُّ في (تلخيص الموضوعات صـ ٣٢٢) من طريقِ الحسن بن عمر الغزال، عنِ ابنِ السماك (وهو أبو عمر الدقاق)، عنِ ابنِ السَّرِي به، إلا أنه قال: عن مَسْلَمةَ بنِ سُلَيم أو ابن عُمر بن سُلَيمان، عن مكحول، به.
وهذا إسنادٌ ساقطٌ موضوعٌ؛ آفته: حماد بن عمرو النَّصِيبي؛ قال عنه ابن مَعِينٍ:"من المعروفين بالكذبِ ووضعِ الحديثِ"، وقال مرة:"ليسَ بثقةٍ"، وقال النَّسائيُّ وغيرُهُ:"متروكٌ"، وقال البُخاريُّ وأبو حاتم:"منكَرُ الحديثِ"، وزاد أبو حاتم:"ضعيفُ الحديثِ جدًّا"، وقال ابنُ حِبَّانَ:"يضعُ الحديثَ وضعًا"، وقال الجُوزْجانيُّ:"كان يكذبُ"، وقال الحاكمُ:"يروي عن جماعةٍ منَ الثِّقاتِ أحاديثَ موضوعة، وهو ساقطٌ بمرة". انظر (لسان الميزان ٢٧٤١).
وابنُ غالبٍ وشيخُه مَسْلَمةُ وشيخُه مجاهيل، كما بَيَّنَّاهُ في الحواشي المتقدمة.
ولذا قال ابنُ الجَوزيِّ:"هذا حديثٌ ليس له أصلٌ، وفي إسنادِهِ جماعةٌ مجاهيلٌ لا يُعرَفُونَ أصلًا، ولا نَشُك أنه من وضعِ بعض القُصَّاصِ أو الجُهَّالِ، وقد خلط الذى وضعه في الإسناد، ومن المعروفين في إسنادِهِ حماد بن عمرو، قال يحيى: كان يكذبُ ويضعُ الحديثَ، وقال ابنُ حِبَّانَ: كان يضعُ الحديثَ وضعًا على الثِّقاتِ، لا يَحِلُّ كَتْبُ حديثِهِ إلا على وجهِ التعجبِ"(الموضوعات).