وقال النَّوَويُّ:"هذا الحديثُ من روايةِ صالحٍ مولي التَّوْأَمَة، وقد ضعَّفَه مالكٌ، فلعلَّه اعتضد، فصارَ حسنًا كما قاله التِّرْمِذيُّ"(المجموع ١/ ٤٢٤).
قلنا: قال عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ: "قلتُ لأبي: إن عبَّاسًا العَنْبَريَّ حدثنا عن بِشْرِ بنِ عُمرَ قال: سألتُ مالكًا عن صالحٍ مولى التَّوْأَمَة، فقال: ليسَ بثقةٍ، فقال أبي: كان مالكٌ قد أدركه وقد اختلطَ وهو كبير، مَن سمِع منه قديمًا فذاك، وقد رَوَى عنه أكابر أهل المدينة، وهو صالح الحديث، ما أعلم به بأسًا".
وقال ابنُ مَعِينٍ:"صالح مولى التَّوْأَمَةِ ثقةٌ حُجَّةٌ"، فقيلَ له:"إن مالكًا تَرَكَ السماعَ منه"، فقال:"إن مالكًا إنما أدركه بعد أن كبِر وخرِف"(التهذيب ١٣/ ١٠١، ١٠٢).
والأمرُ كما قال البُوصيريُّ:"وصالحٌ وإنْ اختلطَ بأَخَرَة فإنما روى عنه موسى بنُ عُقْبَةَ قبل اختلاطه"(الزوائد ١/ ٦٥).
وكذا قال ابنُ حَجَرٍ:"فيه صالحٌ مولى التَّوْأَمَة، وهو ضعيفٌ، لكن حَسَّنَهُ البُخاريُّ؛ لأنه من روايةِ موسى بنِ عُقْبَةَ، عن صالحٍ، وسماع موسى منه قبل أن يختلط"(التلخيص ١/ ١٦٥)(١).
ولذا قال الألبانيُّ:"فالإسنادُ حسنٌ إن شاءَ اللهُ تعالى، والحديثُ صحيحٌ لأنَّ له شاهدًا من حديث لَقِيط بن صَبِرة"(الصحيحة ٣/ ٢٩٢).
(١) وذكر ابنُ حِبَّانَ أن صالحًا: "اختلطَ حديثُه الأخير بحديثه القديم، ولم يتميز، فاستحق الترك". وهذا تَعَقَّبَه فيه غيرُ واحد، منهم ابن شَاقْلَا، حيث قال: "وما قاله أبو حاتم (يعني: ابن حِبَّانَ)، فغلَطٌ، وأكثر حديثه قد تميَّزَ عند الحفاظ" (تعليقاته على المجروحين صـ ١٣٠).