للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والرابع: يفصلُ بينهما بغَرْفتين فيتمضمضُ من إحداهما ثَلَاثًا، ثُمَّ يستنشقُ من الأخرى ثَلَاثًا والخامس: يفصلُ بسِتِّ غَرَفاتٍ، يتمضمضُ بثلاثِ غَرَفاتٍ، ثُمَّ يستنشقُ بثلاثِ غَرَفاتٍ. والصحيحُ الوجهُ الأولُ، وبه جاءتْ الأحاديثُ الصحيحةُ في البُخاريِّ ومسلمٍ وغيرِهما، وأما حديثُ الفصلِ فضعيفٌ؛ فيتعينُ المصير إلى الجمعِ بثلاثِ غَرَفاتٍ" (٣/ ١٠٥، ١٠٦).

بينما قال الكرمانيُّ: "والأصحُّ أن الأفضلَ هو الرابعُ" (الكواكب الدراري ٢/ ١٨١).

وقال ابنُ حَجَرٍ: "واستدل به على استحبابِ الجمعِ بين المضمضةِ والاستنشاقِ من كلِّ غَرْفةٍ .. ووقعَ في روايةِ سُلَيمانَ بنِ بلالٍ عند المصنِّفِ في بابِ الوُضوءِ من التَّوْرِ: ((فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ غَرْفَةٍ وَاحِدَةٍ))، واستدل بها على الجمعِ بغَرفةٍ واحدةٍ، وفيه نظرٌ؛ لما أشرنا إليه من اتحادِ المخرجِ فتقدم الزيادة" (الفتح ١/ ٢٩١).

هذا، وقد قال ابنُ القَيِّمِ: "وكان يتمضمضُ ويستنشقُ، تارةً بغَرْفةٍ، وتارة بغَرْفتين، وتارةً بثلاثٍ. وكان يصلُ بين المضمضةِ والاستنشاقِ، فيأخذ نصفَ الغَرفةِ لفمه ونصفَها لأنفه، ولا يمكن في الغَرفةِ إلا هذا، وأما الغرفتان والثلاث فيمكن فيهما الفصل والوصل، إلا أن هديه صلى الله عليه وسلم كان الوصلُ بينهما، كما في (الصحيحين) من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ .. ، فهذا أصحُّ ما روي في المضمضةِ والاستنشاقِ" (الزاد ١/ ١٩٢).

[التخريج]:

تخريج السِّياقة الأولى: [خ ١٩١ (واللفظُ له) / م ٢٣٥/ د ١١٩/ .... ].

تخريج السِّياقة الثانية: [خ ١٨٥، ١٨٦، ١٩٢ (واللفظُ له) / م ٢٣٥/ د