وهو ظاهر صنيع عبد الحق في (الأحكام الكبرى ١/ ٤٥٥)، حيثُ ذكرَ عَقِبَه توثيق إسماعيل وعاصم.
قلنا: ولكن ذِكر المضمضة في هذا الحديثِ غير محفوظ؛
فقد رواه الدَّارِميُّ (٧٢٣) عن أبي عاصمٍ، أنبأنا ابنُ جُرَيجٍ، به بلفظ:«إِذَا تَوَضَّأْتَ فَأَسْبِغْ وُضُوءَكَ، وَخَلِّلْ بَيْنَ أَصَابِعِكَ».
والدَّارِميُّ إمامٌ حافظٌ جليلٌ، وقد تابعه إبراهيمُ بنُ مرزوق عندَ ابنِ المُنْذِرِ في (الأوسط ٣٥٥)، والطَّحاويِّ في (المشكل ٢٥٢٠، ٥٣٦٢، ٥٤٢٦).
وهذا هو المحفوظُ عنِ ابنِ جُرَيجٍ، رواه عنه عبدُ الرَّزَّاقِ في (المصنَّف ٨٠) -وعنه أحمدُ (١٦٣٨٤) وغيره- بمثلِ روايةِ الدَّارِميِّ.
وكذا رواه أحمدُ (١٧٨٤٦)، وأبو داودَ (١٤٣) وغيرهما من طريقِ يحيى بنِ سعيدٍ القَطَّانِ، ورواه الحاكمُ (٥٣٠) وغيرُه من طريقِ حَجَّاجِ بنِ محمدٍ، كلاهما عنِ ابنِ جُرَيجٍ، بمثل روايةِ الدَّارِميِّ.
وكذا رواه الثَّوْريُّ ويحيى بنُ سُلَيمٍ الطَّائفيُّ وداودُ بنُ عبدِ الرحمنِ العطارُ وغيرُهُم، عن إسماعيلَ بنِ كثيرٍ، بمثلِ روايةِ الدَّارِميِّ ومَن تابعه، ولم يَرِدْ ذِكْرُ المضمضة فيه إلا من وجهٍ شاذٍّ عن الثَّوْريِّ كما بيَّنَّاه في:(باب الأمر بإسباغ الوُضوء وإحسانه).