سبعتهم: عنِ ابنِ جُرَيجٍ، قال: حدثني سُلَيمانُ بنُ موسى، به مرسلًا.
ومَدارُه عندَهم على ابنِ جُرَيجٍ، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ رجالُهُ ثقاتٌ رجالُ الصحيحِ غير أنه مرسلٌ، سُلَيمانُ بنُ موسى هو الأشدقُ، إمامٌ فقيهٌ من صغارِ التابعين، روَى له مسلمٌ في (مقدمة كتابه)، وروى له أصحابُ السننِ الأربعةِ، وفيه كلامٌ يسيرٌ لا يضره إن شاءَ اللهِ.
وهذا الوجهُ المرسلُ هو الذي رَجَّحَهُ الدَّارَقُطنيُّ والبَيْهَقيُّ وغيرُهُما، وهو من وُجوهِ الاختلافِ على ابنِ جُرَيجٍ كما سبقَ قريبًا.
وقد ذكرنا أن الأمرَ بالاستنشاقِ ثابتٌ صحيحٌ من غيرِ هذا الوجهِ، أمَّا قولُه:«الأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ»، فرُوِيَ من طرقٍ عديدةٍ، كلُّها ضعيفةٌ معلولةٌ، لعلَّ أكثرَها يرجعُ إلى هذا المرسلِ.
[تنبيه]:
جاءَ في المطبوعِ من (مسائلِ حَرْبٍ الكرمانيِّ - كتاب الطهارة ١٩١) عن سعيدِ بنِ منصورٍ، قال: حدثنا سفيانُ، عنِ ابنِ جُرَيجٍ، عن سُلَيمانَ بنِ موسى، [عن عطاءٍ]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«الأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».
قال محقِّقه:"كذا في الأصلِ، والحديثُ مشهورٌ من روايةِ سُلَيمانَ بنِ موسى، عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا، دون ذكر عطاء -وسبقَ هذا في كلامِ حربٍ وموافقة أحمدَ عليه (صـ ١٢٩) -، وقد علَّقَ الدَّارَقُطنيُّ في العلل (١٣/ ٣٢١) روايةَ سفيانَ، فلم يذكرْ "عطاء" فيها، فلعلَّ الصوابُ حذْفُه من الإسنادِ".
قلنا: وهو كما قال، ونزيدُ الأمرَ تأكيدًا من وجهين: