وبقية رجال ثقات رجال الشيخينِ، عدا أحمد بن خُلَيد، وهو الكِنْديُّ الحلبيُّ، وثَّقَه الدَّارَقُطنيُّ كما في (تاريخ حلب ٢/ ٧٣٢)، وذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثِّقات ٨/ ٥٣)، وقال الذَّهَبيُّ:"وله رحلةٌ واسعةٌ، ومعرفةٌ جيدةٌ"(تاريخ الإسلام ٦/ ٦٧٢)، وقال أيضًا:"ما عَلِمْتُ به بأسًا"(سِيَر أعلام النبلاء ١٣/ ٤٨٩).
الطريق الرابع: عن ثابتٍ، عن أنسٍ:
وله عن ثابتٍ ثلاثة طرق:
الأول:
أخرجه الطَّبَرانيُّ في (الأوسط ٤٤٦٥)، والعُقَيليُّ في الضُّعفاء (٣/ ١٦)، والدِّينَوَريُّ في (المجالسة ٩٤٩)، من طرقٍ، عن عُمرَ بنِ حفصٍ أبي حفصٍ العَبْديِّ، عن ثابتٍ، به.
قال الطَّبَرانيُّ:"لم يَروِ هذا الحديثَ عن ثابتٍ إلا عُمرُ أبو حفصٍ العَبْديُّ".
قلنا: وهذا مُتعَقَّبٌ كما سيأتي.
وإسنادُ هذا الطريقِ ضعيفٌ جدًّا؛ فيه عُمرُ بنُ حفصٍ أبو حفصٍ العَبْديُّ؛ وهو متروكٌ، انظر (لسان الميزان ٥٥٩٩). وقال أبو نُعَيمٍ:"روَى عن ثابتٍ بالمناكير"(الضُّعفاء ١٤٩).
وقال ابنُ حِبَّانَ:"كان ممن يشتري الكتبَ ويحدِّث بها من غيرِ سماعٍ، ويجيبُ فيما يسأل وإن لم يكن مما حدّثَ به. وهو الذي روى عن ثابتٍ، عن أنسٍ قال: وَضَّأْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَأَيتُهُ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ بِالمَاءِ ... "(المجروحين ٢/ ٥٥)، فعَدَّ هذا الحديثَ من مناكيره.