قلنا: وعلى هذا، فالرجلُ المبهمُ هو زيدُ بنُ أبي أُنَيْسةَ، وهو ثقةٌ، فانحصرتْ عِلَّتُه في الرَّقَاشيِّ، وهو مشهورٌ عنه من طرقٍ أخرى.
أخرجه ابنُ سعدٍ في (الطبقات الكبرى ١/ ٣٣٢)، والطَّبَريُّ في التفسير (٨/ ١٧٧)(١)، والطَّبَرانيُّ في (الأوسط ٥٢٠)، من طرقٍ عن يَزيدَ الرَّقَاشيِّ، عن أنسٍ، به.
وعلته ضعف يزيدَ الرَّقَاشيِّ، وانظر (علل الدارقطني ٧/ ٥).
الطريق السادس: عن معاويةَ بنِ قُرَّةَ، عن أنسٍ:
أخرجه الطَّبَريُّ في التفسير (٨/ ١٧٧)، وابنُ عَدِيٍّ في (الكامل (٥/ ٨٥، ٣١٢)، من طريقِ سَلَّامٍ الطويلِ، عن زيدٍ العَمِّيِّ، عن معاويةَ بنِ قُرَّةَ، به.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ فيه عِلَّتان:
الأولى: زيدٌ العَمِّيُّ؛ وهو "ضعيفٌ" كما في (التقريب ٢١٣١).
الثانية: سلَّامٌ الطويلُ؛ قال الحافظُ:"متروكٌ"(التقريب ٢٧٠٢).
وقدِ اضطربَ فيه، فرواه مرة هكذا، وتارة قال:"عن زيدٍ العَمِّيِّ، عن معاويةَ بنِ قُرَّةَ أو يزيدَ الرَّقَاشيِّ"، أخرجه الطَّبَريُّ في (التفسير ٨/ ١٧٦).
قال ابنُ عَدِيٍّ:"هذا الحديثُ ليس البلاءُ فيه من زيدٍ العَمِّيِّ، البلاءُ من الراوي عنه سَلَّامٌ الطويلُ، ولعلَّه أضعفُ منه"(الكامل ٥/ ٨٥).